2015-09-09 | 02:34 مقالات

الأخلاق أولاً

مشاركة الخبر      

* نعاني في مجال الرياضة من التجاوز.. فئة تنمي داء الكراهية في نفوسها بذريعة الانتماء للنادي المفضل وفئة أخرى تواصل الدفاع عن الخطأ حتى وإن كانت على قناعة بأن من يفتعل هذا الخطأ والتجاوز يستحق عقوبة القانون.
* فالعاطفة الجياشة تأسر الكل حتى اللاعب والإداري ورئيس النادي جميعهم باتوا يسيرون على منوال المتعصب في المدرجات، المهم أن يبارى الجميع بالفعل وردة الفعل.
* بالأمس القريب ناصر الشمراني واليوم نايف هزازي وغدا سيتكرر ذات المشهد فيما نحن ما بين الفعل وردة الفعل لانزال نحكم العاطفة والانتماء للنادي المفضل ونجعل منها المعيار والميزان والقاضي.
* أزمة أخلاق يعاني منها الوسط الرياضي فالكثرة المتجاوزة تفوق القلة ولعل غياب التثقيف في وسائل إعلامنا وفي أنديتنا كان هو السبب المباشر الذي ساهم في تفشي مثل تلك السلوكيات المخلة بقيمة النجم وبقيمة أخلاقه ، فلا هي وسائل الإعلام رتبت أوراقها بما يكفل توعية هذا الوسط من عبث العابثين ولا هم النجوم في ميادين كرة القدم نجحوا في إظهار المحاسن الجميلة للأخلاق وإنما العكس فالكل متهم في ما آلت إليه الأمور التي تتعلق بأهم السمات ألا وهي سمات الأخلاق.
* نتفق على أن المشجع المتعصب مدان بفعله لكن الإدانة الأكبر تميل حيث يميل اللاعب النجم بردة فعله على اعتبار أن ردة فعل النجم هي التي تبقى محورا للحديث ومحورا للنقاش ولهذا فأي لاعب كرة عليه أن يضبط أعصابه أمام أي استفزازات من شأنه أن تؤثر في علاقته مع المعجبين به أو مع المقربين له.
* بالطبع قد يذهب البعض إلى عبارة أن اللاعب بشر يتأثر بما يحيط به من قدح وردح ونحن أمام هذه العبارة نتفق ولا نختلف لكن من المهم علينا أن نشير إلى أن كل الأنظار ستتجاهل المشجع وفعله وتذهب إلى اللاعب وردة فعله نظرا لما يمثله هذا الآخر من دور وتأثير ومعنى في سياق الحدث المتداول وبالتالي فلابد وأن تكون له قدرة فائقة على تقبل سفاسف الأمور وتجاوزها والعمل على تهذيب هؤلاء المتعصبين الذين يلقون بالكلمات المشينة أحيانا ولا يبالون بما قد تسببه من عبث على الأخلاق وعلى قيمة الرياضة وقيمة المنتمين لأوساطها.
* ناصر الشمراني ارتكب الخطأ بردة فعله أمام مشجع ونايف هزازي كرر الخطأ وعالج المشكلة بمشكلة أكبر منها والذين دافعوا عن ناصر بالأمس هم الذين يقدحون في نايف اليوم والذين هاجموا ناصر هم كذلك الذين أنبروا دفاعا عن نايف في هذا التوقيت.
* إنها أزمة العاطفة وأزمة غياب ضمير عدالة الكلمة المكتوبة والمطروحة وطالما أن الوضع يسير على هكذا منوال فالخوف على رياضة الأخلاق بات يكبر يوما تلو أخيه.
* ختاما كم أتمنى أن تعمم علينا جميعا أخلاق محمد الشلهوب فلو عممت هذه الحالة الأخلاقية الفريدة لأصبح مجالنا الرياضي ملائكيا وسلامتكم..