2015-09-06 | 02:55 مقالات

التعصب المحمود

مشاركة الخبر      

جميلة هي كرة القدم بنزالاتها وجماهيريتها ومنافساتها لكنها قد تبدو بوجه آخر إذا ما تحول المشهد فيها للشتم والقذف والتعصب الذي يخرج من سياق الأدب.
ـ هذه اللعبة المجنونة لم تصل حد العشق الكبير لها لو لم تحمل التنافس والتحدي داخل الميدان وفي عمق المدرجات، أقول التنافس والتحدي ولم أقل قدح المنافس للمنافس أو قذف المدرج للمدرج.
ـ محلياً يصل التعصب بين الهلال والنصر ذروته حاله حال التعصب بين الأهلي والاتحاد لكن هذا التعصب حتى وإن سادت فيه التجاوزات إلا أنه في المجمل لا يزال يأخذ صفة المحمود وهذا بالطبع ما نتمنى استمراره لكي تصبح كرة القدم لعبة للترويح عن النفس ووسيلة لسعادتها.
ـ لو أننا نميل لفريق واحد دونما تنوع لما أصبحت كرة القدم مثيرة ومشوقة ولعبة نفضلها عن البقية، فالكل ينتمي والكل يختلف لكن بعيداً عن استغلال هذا الانتماء أو ذاك الاختلاف من أجل بث الإساءات للطرف الآخر، فطالما أن اللعبة الأكثر شعبية في العالم تحظى بهكذا تنوع فمن المهم أن تسود (الحضارية) بين جماهيرنا وعلى وسائل إعلامنا كون ذلك هو السبيل الوحيد الذي يساعد ويشجع على تنمية وعي التشجيع والانتماءات الرياضية.
ـ سمعنا (سيدني ونيشيمورا) على ألسنة النصراويين وها نحن اليوم نسمع (جحفلي) يتردد كثيراً على ألسنة الهلاليين وما بين مفردات (الطقطقة) تأتي هذه الأساليب في سياق المقبول طالما أنها لم تسئ أو تتجاوز، وصدقوني هذه من وجهة نظري من جماليات التنافس المثير بين القطبين النصر والهلال.
ـ شجع الفريق الذي تحب وطقطقت على المنافس فهذا حق مشروع لكن حذارِ من استغلالها بما يخرج عن المألوف ويصل حدود الشتم أو الإساءة أو بث سموم (العنصرية)؛ فهذه مع تلك مرفوضة ولا يمكن للعقلاء في أوساط الرياضة أن يقبلوا بمثلها بل إنها ستجد الرفض التام بكل وسيلة.
ـ هذا جانب أما الجانب الآخر فيتمثل في لجنة الاحتراف التي لا تزال تسير على نهج التناقضات.
ـ ففي قضية سعيد المولد حضرت اللوائح والتصريحات والتبريرات، أما في قضية عبدالله شهيل فالوضع مختلف ولولا أن هذا اللاعب كشف عن ملابسات قضية احترافه لمرت معاناته مرور الكرام.
ـ كيف يتم إلغاء عقد لاعب محترف من خلال (التحايل على النظام) وذات اللاعب لا يعلم؟
ـ نسأل ومن حقنا طرح الأسئلة طالما وجدنا قضايا بسيطة الحل معقدة القرار.
ـ لجنة الاحتراف يجب أن تعلن موقفها من تلك الاتهامات والشكوك التي تحاصرها بعد قضيتي سعيد المولد وعبدالله الشهيل، فهل تفعل ذلك على الأقل من باب الحرص على قطع دابر التأويلات الخاطئة وسلامتكم.