جروس والجمهور والقرار

* ردة فعل الجمهور تفرضها العاطفة أما ردة فعل المسؤول وبالتحديد الناجح فتفرضها الرزانة والحكمة والقرار الصائب ، وما بين الأولى والثانية لابد أن تستشعر إدارة الأهلي أدوارها الصحيحة حتى لا يتكرر الخطأ ولكي يضمن الفريق مبتغى الاستقرار المطلوب .
* ففي مراحل الماضي القريب تعايشنا مع قرارات (عشوائية) ما أن يخفق لاعب في (تمريرة) أو مدرب في (خطة) إلا ونسمع من عمق المدرجات صوتا جماعيا يقول (شيلوه) .
* حدث هذا مع نيبوشا وياروليم والكبير وربما يحدث اليوم مع جروس وتيسير وهذه الاسماء التي تمثل صفوة الصفوة في قائمة كرة القدم السعودية .
* الإدارة الناجحة هي تلك التي لا تتأثر بالعاطفة كما هي تلك التي تنهج السبل السليمة في القرار والنظرة ومن هذا المنطلق يجب أن نشير إلى أن جماهير الأهلي محبة ومخلصة وغيورة على كيانها لكن هذا لا يعني الاعتماد على عواطف اللحظة العابرة لاعتماد القرارات.
* نعم هي مهمة في تركيبة القرارات لكن المهم أن يكون للعقل حضوره فالفريق يحتاج للتحفيز وبناء الثقة في لاعبيه أكثر من حاجته للصوت الحاد الذي قد ينسف كل شيء .
* كم من قرار خاطيء أعاد الأهلي الى نقطة الصفر والشواهد في مسيرة التاريخ كثيرة ومن يبحث في دهاليزها سيكتشف أن الأهلي لم يكن ليبتعد عن البطولات الكبيرة لولا (أهله) الذين قدموا قرار العاطفة على قرار العقل .
* الموسم الماضي الكل أشاد بجروس ومن قبله الكل أشاد بياروليم فهؤلاء جميعهم قدموا فكرا وعملا ونجحوا في وضع اللمسات الصحيحة لصناعة البطل وبرغم ذلك استمر النهج على وتيرة (شيل وحط) ، (غير وبدل) وهذا النهج الذي استدام في أروقة النادي لا يمكن له أن يسهم في بناء الاستقرار بل على النقيض منه سيسهم في بناء الإحباط والانهزامية .
* على الأهلاويين أن يتعلموا من سلسلة الخطأ التي برزت معهم طيلة العقود الماضية على أن يسارعوا خطوات العمل بما يحفز ويدعم ، أقول عليهم القيام بذلك في وقت نرى فيه اليوم شتى أنماط الغضب على المدرب وبعض اللاعبين الكبار الذين بدأوا بفضل ما يحيط بهم تغيير جلد الثقة بجلد الإحباط والانهزامية .
* الفرصة سانحة في أن يكرر الفريق ما فعله في الموسم المنصرم فهل ستحافظون بقرارات الحكمة على هذه الفرصة أم أن سياسة ونهج (المزاجية) ونظرة (التسلية) ستبقى هي العنوان؟
* لا نعلم عن الإجابة لكننا نتمنى أن يكون هنالك القادم هو المختلف الذي يجلب الفرح لهذا الكيان الكبير وسلامتكم..