2015-05-31 | 05:42 مقالات

رفقاً بالأخلاق

مشاركة الخبر      

مسألة أن نختلف حول كرة القدم وقضاياها المتعددة ستبقى مسألة حضارية إلى أن تصل حد التجاوز وبالتالي تصبح حينها من المرفوض الممقوت الذي لا يقبل به دين ولا يقره عاقل وخاصة إذا ما كان التجاوز هنا بالشتم والسب وقلة الأدب.
ـ طبيعي أن نختلف في الرأي والرؤية لكن ما ليس بالطبيعي أن نجعل ذلك مبررا لكي نقدح بعضنا البعض بمفردات الشتيمة حتى تهزم الأخلاق.
ـ هي كرة قدم .. جلد منفوخ نتفق عليه ونختلف ولا يستحق هذا الجلد أن يكون الذنب الذي يرتكب باسم التعصب والمتعصبين فالرياضة من خلاله هي تهذيب للنفوس قبل أن تصبح حملا للكؤوس وإذا ما تعاملنا بحضارية هكذا مفهوم فنحن بذلك قد ننجح في أن نذيب كل الترسبات التي أوجدناها في مجالنا الصاخب والعكس هو الصحيح.
ـ اليوم وأقولها صراحة نحن نعيش النقص الحاد في الروح الرياضية والأخلاق تشوهت، فالذين نراهم اليوم (الأبطال المتوجين) تحولوا إلى خانة (الشتم) فلمجرد أن الكل انتقد التحكيم وقال رأيه المهذب تجاه اتحاد الكرة أضحى بمثابة (الفريسة) يشتمون فيه ليل نهار ويمارسون بحقه ما سبق وأن مارسوه من الترهيب والإنذارات والوعيد وكأنهم بهذه الأفعال يقدمون لنا الدليل الواضح على أن البطولات بالنسبة لهم تأتي ولكن (بقوة اللسان) وعن طريق (التخويف) بالشتائم.
ـ هؤلاء حتى وهم يحتفون بما نالوه لم يتفرغوا للأفراح بفريقهم بالقدر الذي تفرغوا فيه لملاحقة كل من يخالف توجهاتهم .. ردح وقدح وشتم (منتظم) فأين هؤلاء عن الأخلاق؟
ـ لم ولن أعمم ففي النصر هنالك رائعون نكن لهم كل الود والحب والتقدير لكنني وبعيدا عن هؤلاء الرائعين أشير إلى هواة الشتم قائلا: تذكروا بأن الشتم دليل تربية وسلوك وبيئة فلا تقدموا لنا أنفسكم في صورة السواد، ارتقوا وتعلموا بأن الاختلاف حضارة والرأي مكفول لأصحابه إن لم يعجبكم ارفضوه ولكن بأدب، فهل تقبلوا أن تكونوا مثلنا حضاريين؟ .. أتمنى.
ـ ختاماً ها هو الأهلي يخرج من الآسيوية وها هي أصوات السخرية تلاحقه.
ـ الأهلي ببساطة كبير حتى في انكساره، يتردد على ألسنتهم أكثر من ترديد فريقهم المفضل وهذه حالة فريدة لا تحدث إلا مع الكبار والكبار فقط.. وسلامتكم.