رياضتنا ونظرة المؤامرة
ـ نتعاطى مع الرياضة مرة بلسان المتعصب وتارة بلسان الحاقد وثالثة نختزل هذا المجال بمن فيه بنظرة الشتم والاتهام والمؤامرة .
ـ ففي شأن الأندية إذا فاز فريق وتألق وحقق البطولات سارع المكسرون أمامه من أجل أن يوجدوا الكثير من العبارات المخلة، عبارة للتهمة وأخرى للمؤامرة هكذا لمجرد أن ثقافتنا الرياضية السائدة تبعثرت بين سطور المتعصبين وأوراق (الجهلة).
ـ أي نجاح يمكن له أن يتحقق لرياضتنا سواء للأندية أم سواء للمنتخبات والكل فيه يتعايش مع مناخ ملوث بالتعصب وسوء النية والإتهام؟
ـ مؤكد إن هذا النجاح الذي نترقبه وننتظره ونتمناه لن يتحقق وسيبقى صعبا يستحيل علينا تفتيت قمته طالما أن ثقافة التعاطي مع مجريات الأحداث والقرارات لاتزال تنطلق من عمق مثل تلك العبارات والمفردات التي لاترتكز على منطق التحليل للعمل والقائمين عليه بقدر ما ترتكز على الزج بهم في خانة الانتماء للنادي واعتبار ذلك هو السبب المباشر الذي يقف خلف أي إخفاق أو مرحلة انكسار لكرتنا ولرياضتنا عموما.
ـ المؤسف أن الكل يشك في الكل، والمؤلم أن حضارية هذا المجال تشوهت كثيرا ولم يتبق لنا منها سوى ذكريات هي محفوظة في سجلات التاريخ، فاليوم هاهي معطيات الرياضة ومعطيات الحوار حول قضاياها تكشف حقيقة ما وصلنا إليه .. تكشف ضحالة أفكارنا وضحالة الرؤى التي ننسج حروفها الأولى ولكن بمبدأ (كن متعصبا) لكي تنجح .
ـ في اللجان إن قرر عضو ولم يوفق في قراره ذهبنا لتحديد هوية الانتماء الرياضي لديه من أجل أن نستغله كذريعة تخول لنا (شتمه) و(اتهامه) وقس على ذلك كل شيء يختص بمنظومة العمل فالنتيجة حتما ستأتي على هذا المنوال.
ـ المشكلة أن هذا الوضع المتأزم بات قويا ولم يعد بالمقدور إزالته وهنا قمة الألم.
ـ الجميع مسؤولون عن هذا التجاوز، والكل معني بأمر رياضتنا، وإذا ما مانت الرغبة تسايرنا لتحقيق النجاح والغايات والوصل بكرة القدم السعودية الى حيث كانت عليه في السابق، فلعل الضرورة تحتم علينا التعامل بحسن النوايا والابتعاد عن قبح الاتهام والشتم والمؤامرة، كون هذه وتلك هما سراً ثابتاً في كل انكساراتنا.. وسلامتكم.