2014-10-04 | 07:47 مقالات

كلنا متعصبون

مشاركة الخبر      

ـ وصل الأهلي سابقا للنهائي الآسيوي، فبرزت الأصوات من حوله، فئة تهتف بحناجر الكوريين وأخرى ترفع شعار (كلنا أولسان) وثالثة في نفس المسار تسير لكنها تظهر ما لا تبطن المهم أن يكون لها من كعكة الحدث نصيب.

ـ هؤلاء الذين حفزوا الكوريين بالأمس القريب يتجرعون اليوم من نفس الكأس الذي ملأوه بتعصبهم، فكما قيل لكل فعل ردة فعل أو بمعنى آخر المتعصب ينازل المتعصب ولكن في ميدان يتنافى مع كل قيمة للروح الرياضية وأخلاقياتها.

ـ أدرك بأن هناك عقلاء في الرياضة يتمنون للهلال مثلما تمنوه للأهلي سابقا كإدراكي بأننا في هذا المجال (متعصبون) نحلل ما يروق لنا ونحرم ما يروق للآخر وهنا قمة المأساة.

ـ أي تعصب هذا الذي نراه ؟

ـ فالكل بات يتعاطى كرة القدم على أنها تصفية للحسابات وتأطير للعداء ومنطلق للتناحر.

ـ الهلال يمثل الكرة السعودية وكل من يأخذ على عاتقه تلك المهمة يجب أن نكون معه لا عليه، أقول هكذا يجب لكننا قبل أن نوصي بأهمية مثالية التحفيز والتشجيع ونبذ التعصب علينا البحث في أسباب هذا الداء الذي استفحل ليس في المدرجات فحسب بل حتى في وسائل إعلامنا ذلك لأن أغلبية من ينتمون لتلك الوسائل يسارعون الخطى صوب مقولة (من يخالف المألوف) يصبح مرموقا ومشهورا وصاحب جماهيرية.

ـ سئمنا وسئمت رياضتنا من هذه التجاوزات التي أخلت بالقيمة التنافسية والأخلاقية لكرة القدم حيث إن الوضع لم يتوقف على حدود التعصب للفريق المفضل بل تعداه إلى أن وصل الإساءات في حق البقية، هذا يشتم، وذاك يعادي، والثالث مع الرابع والخامس يقتبس من قاموس (قلة الأدب) ما يرمي به البقية من حوله وكل ذلك يحدث دونما نجد من يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

ـ لم أسمع قطريا تمنى هزيمة السد من الهلال ولا كوريا هتف ضد من يمثل رياضة وطنه فلماذا نحن على نقيضهم نواصل إظهار (القبح) في التعاطي مع كرة القدم؟ لماذا نحن عدائيون؟

ـ أجيبوني يا من رفعتم لافتة (كلنا أولسان) وأقنعوني يامن تقولون لنا اليوم (كلنا سيدني).

ـ أقول أجيبوني مع يقيني التام بأن إجابة مثل هكذا أسئلة ستبقى ميتة ولن تعود إليها الحياة طالما أننا بكل أطيافنا أبطالا ولكن في (التعصب).

ـ الغريب هنا أن الذين حفزوا أولسان الكوري ضد الأهلي يمارسون عدائيتهم اليوم ضد الذين ردوا عليهم بتحفيز سيدني.

ـ ختاماً قال الشاعر: لاتنه عن خلق وتأتي فعله عار عليك إذا فعلت عظيم.. وسلامتكم.