2014-10-03 | 05:51 مقالات

العالمية الثانية

مشاركة الخبر      

خسر الهلال لكنه تأهل ومسألة أن تخسر وتتأهل تبدو لي مسألة مقبولة في سياق قراءات فنية وصلت إلى أوراقنا كتبيان حق على أفضلية هذا الزعيم وتألقه.

ـ ففي الذهاب سجل وفي الإياب سجل وبالتالي فالحصيلة جاءت لتنصف المستحق وأعني بالمستحق الهلال الذي أعاد للذاكرة بعضاً من التاريخ فيما ترك بعضه الآخر ليكون الجواب والعنوان والقرار على تلك البطولة التي استعصت عليه لسنوات.

ـ في العين لم يختلف المشهد عما رأيته في الرياض، اختلفت الجغرافيا ولم يختلف الهلال لا فنيا ولا معنويا بل حتى هدير المدرجات وصل إلى مسامعنا وكأن الأرض كالسماء زرقاء.

ـ تألق الشمراني وأبدع ديجاو في حين واصل العابد (الرسم على العشب) وكأنه حفيد لبيكاسو.

ـ لم تكن المهمة سهلة، فالهلال الذي أعرفه لا (يتعملق) إلا في المهمات الصعبة تلك المهمات التي يعشقها كعشق تاريخه للمنصات وبريق المجد والذهب.

ـ الهلال كتلة إبداع تتفاعل، في الميدان اللاعب يتفانى للشعار الذي يرتديه، في المدرجات المشجع البسيط يفرز الإنتماء الذي يفجر الطاقات أما في قائمة إدارته فهنالك رئيس اسمه عبدالرحمن بن مساعد هو الظاهرة والاستثناء، قدم الكثير فاقترب من تحقيق الحلم الذي يراوده.

ـ بالطبع الغاية المنشودة لم تكتمل ولن تكتمل إلا بتحقيق اللقب لكننا وإن أجمعنا على هذه الحقيقة إلا أننا لا يمكن أن نغفل قوة الهلال وقوة تلك النزالات التي خاضها.

ـ فالهلال جدير بأن يجدد علاقته مع تاريخ البطولات الآسيوية التي يتسيدها رقما ويتزعما إبداعا وكيف لا يكون كذلك ونحن نرى في قائمته كل المقومات المطلوبة في صناعة الأبطال.

ـ مدرب كبير .. نجوم لامعة .. استقرار إداري .. دعم جماهيري، فهذه مجتمعة كفيلة بأن تجعلنا هذه المرة نحتفي بالآسيوية ونحتفي معها (بالعالمية) الثانية التي يصل إليها الهلال.

ـ أركز على (العالمية) الثانية للهلال لكونها حقيقة قفز عنها البعض لكن التاريخ لم ولن يسقطها بعد من أوراقه.

ـ مبروك لنا قبل الهلاليين هذا التأهل والأمل كل الأمل في أن يكون النهائي مشروعا آخر تستعيد به الكرة السعودية وهج تفوقها القاري وهذا لن يتم إلا عن طريق الهلال لأنه ببساطة من وصل إلى النهائي.

ـ ريجيكامب اختاروه (كمدرب) فقدم لنا ذاته على أنه (المحاضر) البارع الذي يجيد قراءة حتى تفاصيل العشب المرسوم على أرضية الميدان.

ـ إنه ضالة الهلال وكفى.. وسلامتكم.