عبدالغني والعنزي ولوبيز
علمتني كل التجارب أن المدرب الناجح لا يقبل الإملاءات، يفكر ويخطط ويقرر ويقف ضدا لكل محاولة تستهدف التأثير على قناعاته سواء في النهج أو في الاختيار كما علمتني ذات التجارب على أن أي مدرب يتخذ من ضعف الشخصية عنواناً لن ينجح ولن يقدم أكثر من الإخفاق والرسوب ومن أرقام سالبة تكون عبئاً عليه وعلى تاريخه هذا إن كان للمدرب (الضعيف) تاريخ يحفظ.
ـ بالأمس تحدثنا عن خطة لوبيز وطريقته لكننا برغم التفاوت في الرأي المكتوب لم نصل حد الاختلاف للاقتناع التام بأن لكل مدرب طريقة تحترم حتى وإن لم تعجبنا، هكذا كان حديثنا بالأمس القريب أما حديث اليوم فالغريب العجيب الذي نرفضه هو ماثل في الأسلوب الجديد الذي أقدم عليه لوبيز، فهل يعقل أن يستشير مدرب المنتخب لاعبا وحارسا حول الانضمام للأخضر وإظهارهما في إطار (الاستثناء) عن البقية؟
ـ حتماً هذا الأسلوب الجديد علينا وعلى المنتخب يثير الكثير من ردود الأفعال الرافضة لمثل هذا التوجه على اعتبار أن كل لاعب سعودي يركل الكرة في مياديننا هو تحت أمر المنتخب لا فوقه وبالتالي طالما أن الكل يؤمن بهكذا حقيقة فالسؤال المطروح لماذا كل هذا (الدلال) لقائد النصر وحارسه دون البقية أليس في ذلك تفريق وتعامل محسوب يختلف عن ذاك الذي لم نجد له حضورا مع الأسماء التي تم اختيارها لتوليفة المنتخب الأول؟
ـ أسئلة تطرح هنا حول التفاوت في التعاطي الفني للأسباني لوبيز كارو، أما الجواب الشافي على تلك الأسئلة فهو أننا كرياضيين على توافق في الرؤى حول الحالة لكونها (غلطة) ولكونها (خطأ) ولكونها أسلوبا يأتي هذه المرة ولكن في شكل الدلال والضعف و(الدلع).
ـ أي لاعب مهما كان اسمه وتاريخه ونجوميته لا يجب أن يكون (مساوما) أو (متعاليا) كما أن لوبيز مهما كانت رؤيته أو قناعته إلا أنه من غير المنطقي والمقبول أن يمارس منهج المعايير المزدوجة هذا يختاره دون الرجوع إليه وذاك الآخر ينصاع له، يستشيره بمقولة (أضمك للمنتخب والا لا).
ـ أدرك جيدا أن الكابتن حسين عبدالغني والحارس عبدالله العنزي من ضمن المخلصين لشعار المنتخب، ولن يتوانوا في خدمته متى ما طلب منهم ذلك، أقول ذلك عن إخلاص ووطنية حسين والعنزي لكننا بصراحة نستغرب من لوبيز القيام بهذا النهج مثلما نستغرب صمت اتحاد الكرة وإدارة المنتخب عليه..
وسلامتكم.