المال وليس الفكر
المال، والمال تحديداً هو عصب الرياضة، وأي رياضة لكي تكتسب لذاتها النجاح يجب أن تستند على هذا الجانب، أما أن تبقى تحت طائلة الآمال والأحلام والأمنيات فالآمال والأمنيات لن تصنع الهدف، كما هي لن تفلح أيضاً في تحقيقه.
ـ ففي زمن الاحتراف، الذي يكسب دائماً هو الذي (يدفع) دائماً، أما الذي يمارس (التقشف) فلا مكان له بين الأقوياء، حتى إن اجتهد سيبقى خارج لعبة المتنافسين ولن يبلغ مراد الدوري.
ـ كرة القدم في أي ناد نجاحها مرهون بلغة المال، ومن يمتلك هذا الرهان يستطيع أن يكسب المدرب الجيد والنجم المبدع، ويستطيع أيضاً الفوز بأهدافه هكذا دون عناء.
ـ أندية ركزت على المال لعل أبرزها الاتحاد فنجحت محلياً وتألقت قارياً وظفرت بالمطلوب، وأخرى امتلكت لعبة (الفكر) دون (المال) لكنها عجزت ولازالت عاجزة عن غاياتها فلا هي استمرت في دائرة (الكبار) ولا هي ظفرت بالبطولات ولاهي في الثالثة أمتعت عشاقها ولو حتى بالمستويات وليس النتائج.
ـ أنظروا في المقدمة وتمسكوا بمضمونها كون المضمون كفيلاً بمعرفة الفوارق بين فريق يمتلك الفكر ولا يحمل المال وبين آخر يحمل المال ولايمتلك الفكر وبين ثالث جمع المجد كل المجد من أطرافه لأنه منظومة اكتملت بالمال والفكر وروعة العلم.
ـ في أوروبا لم تصل كرة الريال والبرشا ومانشستر والإنتر وميلان إلا عندما توفرت لغة المال قبل الفكر.
ـ ومحلياً لم يكسب الاتحاد آسيا ويصل للعالمية مع الهلال إلا حينما توازت معطيات العمل الجاد فكراً ومالاً، أما البقية لاسيما الذين يحملون (التاريخ) فهم خارج حسابات القوة بسبب أن أموالهم شحيحة وفلوسهم على (قد الحال) لهذا من الصعب والصعب عليهم البقاء تحت بريق الأضواء المشعة لتلك البطولات الكبيرة التي لا يكسبها ويكسب ودها إلا (الكبار).
ـ نعم الفكر ضرورة، لكن هذه الضرورة سرعان ما تفقد حضورها إذا لم يكن المال ملازماً لها، ففي عصر الكرة المحترفة اللغة أولاً وثانياً وعاشراً هي لغة (المال)، ولاشيء غير هذا (المال) يمكن له أن يصنع المستحيل في عالم هذه المجنونة التي سحرت بجنون روعتها ملايين البشر على امتداد المعمورة.
ـ عموماً ولكي أختصر المقدمة بعبارة تشتمل على المضمون أقول تعلموا من درس الهلاليين مالاً وفكراً وأسلوباً، ففي هذا الدرس هناك المفيد لمن لا يزال يبحث عن المفيد.. وسلامتكم.