النصر وتهمة حزماويين

غادر الاتحاد وتأهل النصر فأثبتت معطيات الكرة أن اللعبة.. أعني لعبة الفوز والخسارة هي في الأساس لعبة مدربين.
ـ في نزال جدة لم يكن الإتي صاحب الأرض والجمهور ضعيفاً أو من تلك الفرق التي لا تمتلك التاريخ ولا الخبرة، لكنه وبرغم كل تلك المحاولات غادر المكان بقرار مدرب اسمه (باوزا) وبرغبة لاعبين سطع نورهم على مدى أكثر من مائة وعشرين دقيقة إلى أن قطفوا من ثمار الجهد المبذول فوزاً مستحقاً تعايشت مع أفراحه.. وكأنني نصراوي الميول ونصراوي الهوية.
ـ فنياً كسب النصر في تلك المواجهة كل شيء، كسب الأرض وكسب الجمهور وكسب فريقاً قالوا بأنه (كبير) لايهزم، ومن يستطيع أن يكسب كل هذه الأشياء يستحق الإشادة ويستحق الثناء ليس من أهله العاشقين فحسب وإنما يستحق من كل قلم يؤمن بأن الكلمة المنصفة بحق المستحق لها هي أولاً وأخيراً نجاح لصاحبها.
ـ النصراويون استحقوا هذا التأهل لأنهم تعاملوا بفكر مدرب لابفكر مدرجات، ومن يمتلك الفكر الصحيح في إطار الخطة والتكتيك والإدارة من الطبيعي أن يكسب ومن البديهي أن يفوز ويترك لخصمه البحث في أوراق بعثرتها فلسفة رئيس بلاقرار وصحافة بلامنطق ومدرب بلاطموح ولاعبين بلاحماس.
ـ فمبروك للنصر إدارة.. مدرب.. لاعبين، ومبروك بأرقام لاتحد بفاصل لجماهير الشمس التي حولت بحضورها ليل جدة إلى نهار وسكونها إلى فرح، فهذا الجمهور من الصغير فيه إلى الكبير يستحق أن يبتهج، وما أجمل أن يبتهج النصراويون بمثل هذا الانتصار لأنه أولاً جاء كنتيجة لعمل إداري جيد، وثانياً لأنه جاء كتأكيد على أحقية فريق كان الأفضل حماساً ونهجاً وتكتيكاً.
ـ وبالمناسبة أليس النصر الذي تأهل لنهائي الخليج ولنهائي كأس فيصل واقترب من نهائي كأس ولي العهد يستحق أن نرفع له التحية؟
ـ بالطبع النصر كبير بتاريخه الذي مضى، وكبير بحاضره، كما سيبقى كبيراً بمستقبله الذي سيأتي ربما بما يكفي لتعويض السنوات العجاف بأخرى مليئة بالإنجازات.
ـ أما عن الأصوات النشاز التي لازالت تتعاطى مع دعم خالد البلطان لفريق الحزم على أنه دعم سيكون سبباً مباشراً في خروج الحزم وتأهل الشباب، فهي أصوات مغرضة إما لأنها لا تحب الحزم وإما لأنها ضد الشباب وخالد.
ـ ولأن اللغط في مثل هذه الأمور قد يكثر وقد يشتد، فالحقيقة دائماً تقول الشباب كبير بتاريخه وكبير بلاعبيه ولاينتظر (الشفقة) لامن الحزماويين ولامن غيرهم، والنتيجة أولاً وأخيراً بالنسبة لخالد البلطان ستمطر أينما تشاء ولن يهتز.. وهذا ظني كمحايد أمام فئة تحاول أن تسيء لأنها لم تجد المكان.. وسلامتكم.