احترافنا ناقص
من يبالغ في نظرته يخسر حتى ولو امتلك من المال ما يكفي لبناء مدينة.
ـ ومن يكابر ولا يقر بغلطة ينتهي به المطاف دونما يجد له قبولا لا بنتائج العمل ولا بطريقة تعامله.
ـ وفي مفهوم الاحتراف هناك من وصلت به المبالغة إلى خط مسدود ليخسر المال والعمل ويخرج ولكن بنتاج الإفلاس.
ـ داعمون وأصحاب مال ركزوا جل التركيز على جلب اللاعب الأجنبي بل إن البعض ومن أجل ذلك دفع الملايين لكن هذا المال الذي طار إلى خارج حدود الوطن لم يثمر بقدر ما تحول إلى سلبيات عضال في مستقبل الكرة ومنتخباتنا الوطنية.
ـ بالأمس قرأت الصحافة وتمعنت فيما حوت صفحاتها فتوقفت على تحذيرات أحد نجوم المنتخب الإنجليزي سابقا حينما قال الكرة السعودية في خطر والسبب مبالغة الأندية في طريقة الاحتراف وجلب اللاعب الأجنبي.
ـ هذا الإنجليزي الذي تحدث وحذر وقال رؤيته أصاب ولم يخطئ وإذا نحن لم نستوعب من سلبيات المراحل السابقة فلا غرابة في أن تصبح كرة القدم المحلية واهنة ومعاقة أو بالأحرى كالذي يحتضر على فراشه قبل أن يداهمه الموت.
ـ نعم اللاعب الأجنبي مهم واستمراريته مطلب لكن ما هو عكس هذا المهم وذاك المطلب أن نلغي من أجندة العمل ما هو ضرورة لبناء مدارسنا تلك المدارس التي خيم على فصولها الغبار.
ـ صدقوني المشكلة كبيرة والخطورة فيها يجب أن تجد الحل حتى لا تتفاقم ويصل بها الأمر إلى أن تنسف نجاحات تحققت لنا في مراحل هي في عمق التاريخ مدونة ومحفوظة ولن تنسى.
ـ بالأمس بالغنا وغدا إذا نحن لم نعتبر من سلبيات المبالغة وخطورتها فالحصيلة خسارة تعم على منتخباتنا وأنديتنا وخسارة تعم حتى على ذائقة كل من يبحث عن تواجد يسر في المحافل الدولية.
ـ الحل بسيط ومن يريد الحل فما عليه إلا زيارة النادي الأهلي والجلوس أمام ذاك العملاق الذي بفكره النير غرس على ترابه بذرة مثمرة تلذذت بطعمها رياضة الوطن قبل أن يتلذذ بها الأهلاويون.
ـ الثقة بالنفس والروح الرياضية والثقافة الغذائية مع الخبرة وصناعة جيل يحترم النظام ويتسلح ويؤسس بالاحتراف بمثاليته لا بوهمه كلها بنود عمل أصبحت بكل فخر مزروعة في كل زاوية من زوايا الأهلي خلاف ما هو ـ مع الأسف ـ غير متواجد في عقليات من دخلوا عالم احترافنا بجهل ولم يتعلموا ولم ينجحوا لا من حيث العلم بالمفهوم ولا من حيث الفكر بالوسائل ولا من حيث ثقافة غذائية غابت فغاب معها الصواب.
ـ كثيرون وصلوا للأندية بعضهم استهوته الأضواء وعندما فاز بها غادر وبعضهم استخدم وسيلة المال وحينما توقف رحل ولكن بكارثة أما في الأهلي فالثابت رجل واحد ابتكر الجديد المفيد حتى أشاد به العديد.
ـ باختصار من يريد أن ينجح عليه أن يستنسخ بعضا من فكر (خالد).
ـ وببساطة من يطمح للقمة عليه أن يتجاوز عن مكابرته ويزور النادي الأهلي ويجلس على طاولة صانع القرار البديع فيه وصدقوني من يفعل ذلك لن يخسر بقدر ما سيغادر أروقته وبين أنامله ما يكفيه لأن يطول النجاح.. وسلامتكم.