لو كان (المتنبي) اليوم بيننا
أي عيد الذي أعنيه في أن يعود كما كان، عيد "المتنبي" الذي جعل من مقدمة قصيدته عن العيد مدخلاً لـ"هجاء" كافور حاكم مصر حينما قال آنذاك:
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
أم بذلك البيت من الشعر الذي قاله المتنبي في سيف الدولة الحمداني مادحاً له:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن سمى وضحى وعيّدا
ـ ما من شك أن البيت الثاني هو أقرب إلى النفس وفيه محاكاة لعيد "الأضحى" شكلاً ومضموناً وصالح لكل الأزمان، ولكن أحسب أن المتنبي لو كان بيننا اليوم وعاش الحال الذي يمر به عالمنا الإسلامي من حروب طاحنة ومآسٍ قاتلة تحيط به من كل حدب وصوب حرمت أطفاله ونساءه ورجاله تذوق طعم الفرحة بالعيد ونظراً أيضاً لما يدبره أعداء الإسلام من مؤمرات بغيضة ودنيئة تسعى لنشر الفتن الطائفية والفوضى الخلاقة كهدف غايتهم تفكيك الأمة الإسلامية والنيل من مدخراتها ومكتسباتها بشرياً ومادياً لترحم أبو الطيب المتنبي على الأعياد كلها التي مرت على المسلمين عامة وقد كانوا في أحسن وأفضل حال.
ـ لو كان المتنبي حاضراً في عصرنا الحالي لأنشد قصيدة مطلعها يقول:
عُد يا عيد كما كنت يا عيد
وقد تحررت أمة الإسلام من خونة عبيد
متمنياً في بقية القصيدة من العيد أن يعود كما كان بيننا قبل عقدين ونصف من الزمن على أقل تقدير وليس كما يراه الآن في بعض الدول الإسلامية التي بسبب الحرب، خربت الديار وتشتت أسر، وفقد الابن أمه وأباه وأخاه وأخته، فهم في هذه الأيام الفضيلة وفي عيد الأضحى المبارك لم يعد لهم عيد، فالهم والكرب والخوف أصبحت مع واقع الدمار الذي يعُم بلدانهم التي كانت في يوم من الأيام آمنة مطمئنة هو اليوم عيدهم المؤلم المخزي الحزين.
من واجبنا نحن في هذا البلد المسلم وكل بلدان المسلمين التي منّ الله عليها بأمن وأمان واستقرار أن نحيي شعيرة الحج ونفرح بعيد لنا خصنا به من دون الأمم، عيد الأضحى المبارك ولكن أي عيد هذا الذي نفرح به ونحن نئن ألماً وقهراً من عدو بات هو الصديق الذي يتحكم في مصير نعلم يقيناً أنه يريد الشر بِنَا، خلفنا تاريخ يشهد بأننا كنّا أقوياء بدين أعزيناه فأعزنا الله به، وأمامنا حقائق فيها من الأدلة والبراهين ما يكفينا لنعتبر ونتعظ من عدو محتال غدار مكار يمارس نفس ألاعيبه صورة طبق الأصل وبـ "سيناريوهات مكررة" على مدى عقدين ونصف جعلنا لعبة بين يديه حولنا إلى "أشتات" قضيتنا لم تعد قضيتنا، إنما نجح عدونا الذي حذرنا الله منه في كتابه الكريم بأن جعل بأسنا بيننا يضرب بَعضُنَا بعضاً، بعدما وجد ضالته في "ضعاف النفوس" من خونة تخلوا عن دينهم في مقابل أن يكونوا "عبيداً" لأهوائهم ومطامع دنيوية دنيئة ومصالح أوهمهم العدو بأنها ستدوم لهم مع أن كل "الشواهد" تدل على أن مصيرهم سيكون مثلما حل بصدام والقذافي وعلي عبدالله صالح بإذن الله، وما زال هناك من هم على وتيرتهم أنذالاً "عبيداً" لهذا العدو كما هو الحال نراه الآن في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن.
ـ أخيراً، نعم عُد يا عيد لنا كما كنت عيداً نعتز بديننا وبتضامن إسلامي دعا إليه قادة هذا البلد أعزهم الله بهذا الدين الحنيف وما زالوا إلى يومنا هذا يدعون إليه عزة لله ولرسوله لتعود للأمة الإسلامية بتضامنها هيبتها ومكانتها، عُد يا عيد كما كنت عيداً وقد منّ الله علينا بهزيمة عدو وصفوف أمة محمد توحدت للنيل منه والقضاء عليه وعلى كل أعوانه من الخونة العبيد المجوس والصفويين ومن هم على شاكلتهم، اللهم آمين.