2014-03-25 | 06:50 مقالات

النصر و(هدية) العمر

مشاركة الخبر      

لمجرد ثلاثة أهداف نظيفة ولجت في مرمى فريق الاتحاد بالشوط الأول جاءت ردة فعل الاتحاديين وغيرهم وبالذات الهلاليين عبر صفحات التواصل الاجتماعي بتويتر تحمل اتهامات(تلميحا وتصريحا) أن خالد القروني (باع) المباراة للنصر تجاوبا مع مصالح مشتركة بين (العالميين) سعيا لتحطيم الأمل الهلالي، ولعل الذي عزز هذه الشكوك هي التشكيلة الأساسية التي بدأ بها المباراة بإشراك أسماء لم يسبق له أن زج بها والتي على ضوء (التخبيص) الذي وقع فيه قام بإجراء تغيير لم يكن أمامه أي خيار غيره تم في الشوط الثاني وفق في اثنين أما الثالث(شرم برم)، وكل هذه التغييرات كونت انطباعات إلى حدما مختلفة، منها ما دعم تلك الاتهامات وأخرى ذهبت إلى(تصحيح) حدث بعد فوات الأوان (بعدما طارت الطيور بأرزاقها).

-الثلاثية ومانتج على إثرها من مخاوف منبعها ورأس مالها التشكيلة (الغريبة) هي في الواقع من أثارت كل تلك الشكوك وفتحت أبواب ونوافذ النقد على مصراعيها وجدلاً واسعا وضع مدربنا الوطني في موقع (المتهم ) بأنه عامد متعمد باع المباراة بثمن بخس إرضاء للنصراويين و(المتعاطفين) معهم من اتحاديين (معروفين) جدا جدا، ولكن هناك فئة أخرى لها صلة بالملعب وما يدور في مستطيله الأخضر ترى أن القروني مشكلته الكبرى إنه(غامر) في وقت غير مناسب حتى وإن رغب الإقدام على مخاطرة من مبدأ(مفاجأة) الخصم فإن ظروف هذه المواجهة لاتسمح له بهذه المغامرة غير المضمونة (نتائجها) وعواقبها، ولو استعان بتلك الأسماء في الشوط الثاني وحافظ على تركيبة الفريق عبر مراكز خضعت لفكر(مؤلف) وفلسفة خاطئة (مالها داعي) لما خسر الاتحاد بالثلاثة في شوط واحد، وهنا(مربط الفرس) الذي وضعه في دائرة شبهة تلك التأويلات ومانتج عنها من اتهامات.

- لقد دلت بدون أدنى شك عملية(التعديل) بعد خراب مالطا التي أجراها المدرب (الفيلسوف) في الشوط الثاني أن الأخطاء التي وقع فيها لم تكن(اجتهاداً) منه من الممكن (تمريره) وبالتالي التماس العذر له، إنما(غامر) بسمعته وسمعة الاتحاد في مقابل تقديم(هدية) للنصر عن غير قصد، سهلت على كارينيو بلوغ المنال وعلى طبق من ذهب، حيث ستبقى هذه الهدية في ذاكرة التاريخ و(جميل) لن ينساه النصراويون مثل الهدية التي قدمها نادي النهضة للهلاليين والرائد لسامي الجابر، وقد يسرالمهمة أكثر (الحكم المساعد)عن طريق احتساب هدف (ظالم) رفع من معنويات لاعبي النصر الذين عرفوا مواقع الخلل في الدفاع الاتحادي ليركزوا عليها، وبالتالي سارع (ولتن) بخبرته ومزاجه الرائق جدا بتسجيل هدفين (كتما الأنفاس) وحطما طموح (باجندوح) وزملائه من شباب بات مذهولا وغير مصدق وفي نفس الوقت (متخوفاً) من زيادة الغلة لولم يتفادى (الكوتش) المدرب فيلسوف زمانه الأخطاء ويسرع بمعالجتها فورا وتصحيحها والتي تسببت في تغيير ملامح الفريق وإرباك اللاعبين.

- صحيح إن المدرب لايخضع لطلبات الآخرين ولاتهمه التكهنات ولا الهواجس التي تأتي مشحونة بالقهر على لسان جماهير محبة للكيان، إنما يتجه لقناعته وفق استراتيجية ليس بالضرورة مرتبطة بنتيجة مباراة واحدة، ولكن في جميع الأحوال أرى إن واصل حبيبنا المدرب الوطني خالد القروني (تخبيصاته) فإنه حتما سوف يخسر كل (المتعاطفين) معه مثلما خسر اتحاديون محبتهم لدى جماهير كانت في يوم من الأيام تتغنى بهم وبماضيهم الجميل.