الشامتون في البطل

الخسارة في عالم الكرة واردة، ولكن بقدر إزعاجها للفريق الخاسر.. وفرح الشامتين قبل المنتصرين.. إلا أنها دائماً توضح للمشاهد قبل اللاعبين أن لعبة كرة القدم قمة المتعة فيها أن تعرف حجمك الطبيعي في الملعب؛ فهو ميدان التنافس، وكأن الكرة نفسها تخاطب اللاعبين وتقول لهم: الأسماء والألقاب والإنجازات لن تلعب معك إذا انطلقت صافرة الحكم من البداية حتى النهاية.. وعليك أن تلعب وتقاتل على الكرة ولا بأس في قليل من الحظ، وهذا ما قدمته لنا مباراة القادسية والأهلي يوم أمس الأول في ملعب الراكة بمدينة الخبر، فقاتل لاعبو القادسية وبالتالي ظفروا بالفوز، بينما لاعبو الأهلي كانوا مستمتعين بفوزهم في المباراة الماضية فقط، ولعل لهزيمة القادسية دروساً وعبرًا للاعبي النادي الملكي وغيره من الفرق السعودية على السواء الفرق الصغيرة أو الكبيرة.

 

ومن محاسن الصدف أن الأهلي سيلتقي يوم الاثنين المقبل بفريق القادسية نفسه في مسابقة كأس الملك.. وهي فرصة للفريقين لمعرفة أسرار النجاح والفشل في مباراة الدوري الماضية، وإن كان الطموح أكبر خلال مباراة الدوري التي مضت للفريقين؛ فالأول ينافس على اللقب والقادسية يود الهروب إلى منطقة الدفء في ترتيب سلم الدوري. وليت متابعي الرياضة يعودون إلى أيام مضت في حديث عابر لرمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله لأحد الزملاء الإعلاميين، وبعد أن تغلب الأهلي على الاتحاد وسط ترشيح إعلامي للأهلي بالظفر ببطولة الدوري مبكراً؛ فقال الأمير خالد.. بالحرف الواحد: المشوار لا يزال طويلاً.. وكانت رسالة للاعبي الأهلي والجهاز الفني والإداري.. فهل استوعبوا نصيحة الرمز حينها، وبالتالي أتصور أن الهزيمة كانت مفاجأة لهم، وكانت أيضًا عبارة عن درس لن ينسوه أبداً.. ولعل حديث الأمير خالد المقتضب لم يأت بالصدفة، وإنما جاء من خبرة وتجربة سنين مضت عاشها شخصيًّا مع تقلبات عالم الكرة؛ فهل يصالح لاعبو الأهلي جماهيرهم من خلال نادي القادسية نفسه أم العكس؟.