(نور ضحية أم جان؟)

أعلم علم اليقين ويعلم معي صنّاع القرار في البيت النصراوي وبعض المقربين منه أن أسطورة الاتحاد السابقة محمد نور حاول وحاول في سبيل الانتقال للهلال وبعث مندوباً للرياض نيابة عنه للتفاوض لكن الإدارة الهلالية لم تستجب لمطالبه ولا لرغباته ولم تستقبل المندوب الذي عاد أدراجه لمكة دون علم مفيد فقد كان درس الحارثي واضحاً جدا بل وقاسياً، بل إنها لم تستجب للضغوطات التي مورست عليها في سبيل الموافقة على تسجيل اللاعب في الكشوفات الهلالية لو على سبيل التجربة في كأس الأبطال فإن قدم نفسه بصورة مغايرة وإلا فالرحيل من نفس الباب الذي قدم منه وهي بذلك تسير على الطريق الصحيح، فالفريق الشاب الذي يتميّز بلاعبين شباب مهرة خصوصا في منطقة الوسط سيهتز هزة عنيفة وستتضاءل مقادير الثقة بينه وبين صناع القرار الأزرق لو استقطبوا نور فهم بذلك يبعثون برسالة فحواها " نحن لا نثق بكم وحرصنا من أول فرصة أن نأتي بلاعب خبير ليقودكم " كانت هذه الرسالة المبطنة لو تمّ التعاقد مع نور وهي فضّلت مصلحة فريقها على السمعة والأضواء التي سيتحصّل عليها أفراد الإدارة في حال التعاقد مع نجم شبّاك بحجم أبو نوران ولو أنهم فكروا بهذه الطريقة حينها سأقول " على الهلال السلام " فصاحب المجد يمتلك خاصية فريدة في جعل نفسه نموذجاً للمحاكاة ولا يلتفت لصغائر الأمور " أخذتوا نجم من عندنا وبناخذ نجم من عندكم " علما بأن نور حينها كان متاحاً للجميع ولم يكن عملية استقطابه فيها بطولة تسجّل ولم تتحرك إدارات الأهلي والشباب لاستقطابه لأن فريقيها يقتربان من خاصية الأزرق في وجود أسماء شابة وموهوبة في خط الوسط، بل إنني حينها سأقول إن الإدارة الهلالية تتخبّط فمن يتعاقد مع الموهبة الشابة عبدالله عطيف ماذا يريد من لاعب في خريف عمره الكروي وهو من موسمين يلعب "على الواقف " ولمن يملك ذاكرة غير مخرومة يعود لانتقادات الاتحاديين أنفسهم للاعب خلال هذه الفترة من إعلاميين وجماهير يهمهم الكيان الأصفر أكثر من أهمية الأفراد. وبكل تأكيد هذا لا يعني أن صفقة انتقاله للنصر فاشلة، فمن غير المنطقي الحكم المبكر بل إنني كنت أفضل أن يحترف نور في أحد الأندية الخليجية أو يقرر الاعتزال حفاظاً على تاريخه ومكانته في قلوب الجماهير الاتحادية المجروحة وهي تشاهد أولاً عدم الوفاء من إدارة ناديها ثم في ضرب أسطورتها لمشاعرهم عرض الحائط ويندفع بغير حكمة لمشاعر الغضب للردّ على إدارة الفايز دون اعتبار للمشاعر الفيّاضة لعشّاق لم يتخيلوا في يوم من الأيام محبوبهم يرتدي شعار فريق آخر بل ويقول في المؤتمر الصحفي " أنا الآن ابن من أبناء النصر " وربما الدافع المعنوي الكبير والحفاوة النصراوية العارمة تعيده مرة أخرى لتقديم المستويات الكبيرة وأقول ربما. الهاء الرابعة الله لو أن الليل يدري بغلاته ماكان نام الصبح بأهداب وعيون يطري علي رضاه عقب زعلاته وأقول هذا الليل مجنون مجنون