أزرق في مهب الريح
أن تلعب – حتى الآن – خمس مباريات في المحفل الخارجي وتخسر أربعا منها نصفها في معقلك وبين جماهيرك العاشقة وأنت سيّد القارة وزعيمها الجسور فهذا يعطي دلالة على خلل كبير يعاني منه الفريق الهلالي وعلى القائمين عليه التفكير مليّا ودراسة كل أسباب الإخفاق والأخطاء الجسيمة التي وقعت بها وانعكست بالتالي على بقية الأجهزة خصوصا وأنها صاحبة الموسم الاستثنائي ولا يحتاج الأمر لمزيد من التعقيدات فالحلول مطروحة أمامهم ومتوفرة في موسم " جيرتس " ففي ذلك الموسم تمّ التعاقد مع المدرب – في مثل هذا الوقت تحديدا – فراقب الفريق في المباريات والتدريبات من خلال التقارير المكتوبة والمصوّرة التي ترسل له يوميا فعرف مواطن قوته وضعفه وبنى اختياراته الأجنبية على أساس سليم ونجحت الإدارة في التعاقد مع رباعي أجنبي يعتبر الأفضل مجتمعين وفرادى في تاريخ الزعيم الملكي وحين بدأ المعسكر الإعدادي كان الجميع حاضرا وكل شيء مخطط له بعناية حيث المقر الملائم والفترة الكافية والملاعب الجاهزة للتدريبات والجدول الزمني الموضوع بعناية ومقسّم بين التدريبات الشاقة لياقيا ثم مداعبة الكرة والفحص الطبي المنتظم والمباريات الودية المتدرجة بين الضعف والقوة ولو كنت صاحب رأي في الإدارة الزرقاء لكررت نفس التجربة بكل تفاصيلها على أن تكون البداية من الآن سواء بالإبقاء على " زلاتكو " أو تغييره سرّا على أن يقوم المدرب بدراسة الفريق وتحديد من يبقى ومن يرحل من اللاعبين مع ترك الأمور تستمر حاليا على ما هي عليه فالواضح أن الفريق غير مؤهل لتحقيق أي منجز فيما تبقى من الموسم فعلى الصعيد المحلي لم تتبق سوى " كأس الأبطال " والتفكير بها وبحظوظه في التأهل عن مجموعته الآسيوية سيزيد الأمور تعقيدا وعلّة المجموعة في الخطوط الخلفية التي تساهم بالوصول للشباك الزرقاء وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة وثقة اللاعبين في أنفسهم باتت مهزوزة فبمجرد التقدم تنقلب الأمور رأسا على عقب والعنصر الأجنبي غير ملائم فجوستافو لم يكتمل تجهيزه وويسلي غير ملائم لطريقة الفريق والكوري المجتهد – حبيس دكّة الاحتياط – ومن غير المنطقي أن يصبح أحد الخيارات الأجنبية خارج التشكيل الأساسي وإلا ما الفائدة من الاستعانة به وهذا يعطي دلالة على أن الاختيارات الأجنبية لم تبن على رؤية فنية ثاقبة ولم تتوزع على مفاصل الفريق – قلب دفاع ومحور ارتكاز دفاعي وصانع ألعاب ويبقى الرابع متأرجحا بين الهجوم أو في منطقة أخرى تعاني من خلل والزعيم يحتاج لمفتاح لعب على الأطراف أما البقاء على ذات الطريقة والاجتهادات التي تأتي على حسب الظروف فهذا هدر للمال والجهد وإبعاد عملاق آسيا عن هيبته التي صنعها في سنوات خلت الهاء الرابعة إذا لعـب الرجال بكــل شيء رأيت الحب يلعـــب بالرجـال وكيف الصبر عمن حل منى بمنزلة الـيميـن مع الشمال