ليست نكبة الاتحاد
أعجبني تصريح للأمير خالد بن فهد حين أشار إلى أن من مشاكل الاتحاد الحالية التعاقد مع اللاعب أحمد الفريدي والاعتراض ليس لقيمة اللاعب الفنيّة إنما للمبلغ الباهظ الذي دفع والذي فتح باباً من عذاب على الإدارة الاتحادية كان من أسبابه الهبوط الحاد في مستوى الفريق والمشاكل التي لا حصر لها والتي أفرزت الاستغناء عن ستة من اللاعبين بأعذار مختلفة وربما يلحق بهم سابع. هذه الأرقام الفلكية هي سبب رئيس فيما يحدث للكرة السعودية من هبوط وساهمت في تراجعها لمناطق لا تليق بها بعد أن " كان لنا الصدر دون العالمين أو الصدر أيضا " فاللاعب حين يحصل على مبالغ خيالية تنقله من واقعه إلى عالم آخر يصاب بصدمة فكرية ونفسية في الغالب خصوصا إذا كان محروما منذ صغره ومازال عقله لم يكتمل ولم يبلغ الأشد. ولقد هالتني معلومة بالأرقام ذكرها الزميل صالح الصالح في زاويته حين قام بمقارنة بين ما يتقاضاه اللاعب معتز الموسى بعد عقده الجديد مع الأهلي وبين الدخل الشهري لمحور ارتكاز البرسا " بوسكيتش " حين أن المحور الأخضر يتحصل على مبلغ أكثر من أحد أفضل وأهم المحاور على مستوى العالم وفي ذلك مفارقة عجيبة تشير إلى خلل كبير وقعت فيه إدارات الأندية الكبيرة تحديدا نتيجة قناعات أو جرّاء ضغوطات هائلة تقودها الجماهير العاشقة التي ترغب بالتعاقد مع أي نجم مهما كان الثمن ولا ترغب بمغادرة أي نجم للفريق مهما كانت مطالبه المالية ويغذي هذه الضغوطات إعلام عاطفي أو صاحب أجندات خاصة. ولقد أصابنا ما أصاب " الأتراك " حين تألق منتخبهم عالمياً حتى أصبح من الكبار لكنه عاد أدراجه مرة أخرى، ففي حقبة التألق كان اللاعبون الأتراك يتوزعون في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى ومع الأندية العملاقة وحين رفضت الأندية التركية ذهابهم واستقطبت الغائب منهم بالأموال الطائلة والعقود الباهظة ضعف الاحتكاك واقتصر على الجانب المحلي رغم قوة الدوري التركي فانعكس ذلك سلباً على منتخبهم الوطني. إن انعدام الدافع لدى كثير من لاعبينا حين الحصول على القفزات النوعية في حياتهم التي تسبب الصدمات الحضارية هي من جعلتنا نتبارى خارج الملعب جمهورا وإعلاما ولجاناً ونترك الكرة في الملعب تعاني الإهمال وتفتقد من يناغمها إبداعا فجلّ اللاعبين يفكرون إما بما في الخزائن من أموال أو بكيفية زيادتها واستغلونا لتحقيق مآربهم. الهاء الرابعة وليلى ما كفاها الهجر حتى أباحت في الهوى عرضي وديني قلت لها ارحمي الأميّ فقالت وهل في الحب يا أمي ارحميني؟