(بيت نملة)

قضية احتجاج النصر على نجران أشبه ببيت النملة لكثرة الدهاليز والممرات الضيقة بها وتبدأ من تشعبها فهي تتصل بثلاث جهات رسمية عدا طرفيها، فالقضية مرتبطة بأمانة اتحاد القدم ولجنة الاحتراف ثم لجنة الانضباط ولها ـ أي القضية ـ أكثر من سيناريو سأبدأ بسردها مفصلة (القضية الأم تتلخص في مطالبة اللاعب بدر الحقباني لحقوقه المالية من نجران وبدلا من رفض تسجيل اللاعبين سمحت لجنة الاحتراف له بالتسجيل على أن يسدد اللاعب في وقت لاحق وحين جاء الموعد المقترح لم يسدد النادي وفي السماح خطأ جسيم فقد كان من الأولى رفض التسجيل من الأساس أو الحسم من معونات الاحتراف وحقوق النقل التلفزيوني لنادي نجران وتسديد الحقباني ولأن ما بني على باطل فهو باطل فإن تعليق مشاركة اللاعبين خطأ آخر وهو ضد قرارات (فيفا) وتعني وجود خلل في اللوائح المحلية أو في الإجراء المتبع، فمن الظلم إيقاف اللاعبين دون ذنب وربما يستمر الإيقاف لفترة طويلة فيحرم اللاعبان من المشاركة ويفقدان حساسية الكرة) لكن ما حدث بعدها من أحداث تؤكد وجود حلقة مفقودة ومربط الفرس يكمن في أن لجنة الاحتراف تؤكد إصدارها لقرار بتعليق مشاركة اللاعبين وإدارة نجران تؤكد أنها لم تستلم الخطاب وآلية المراسلات في اتحاد الكرة تتلخص في أنها تصدر من الأمانة عبر أجهزة الفاكس ويتم الاحتفاظ بالخطاب في قسم الصادر مع التقرير الذي يثبت إرساله للطرف المعني ووجود القرار وإثباته يعني أن الخطأ من إدارة نجران وبالتالي قبول الاحتجاج وإذا لم يوجد هذا الإثبات فإن الخلل يكمن في اتحاد الكرة ولجانه وبالتالي يعتبر الاحتجاج غير مقبول. لكن المشكلة الأكبر في تداعيات الاحتجاج فرئيس لجنة الانضباط علي بادغيش خرج لوسائل الإعلام وأكد فوز النصر بالاحتجاج علما بأن القضية منظورة وهو ولجنته غير معنيين بها مما أثار مشاعر النجرانيين الذي ردّوا ببيان يؤكدون فيه أن النصر أيضا حصل على استثناء مماثل ولديهم أدلة تثبت هذا الاستثناء وأن بادغيش يمارس ضغطاً على لجنة الانضباط لقبول الاحتجاج ورئيس النصر يهدد إدارة نجران تهديدا مبطناً بعدم الدخول في أمور " ماهم قدّها " وفوق كل هذا يبقى السؤال من أين حصل النصر على المراسلات وكيف علم بالمخاطبات وهي سرية لم تخرج من مقر الاتحاد إلا لإدارة نجران ولماذا حرمت أندية التعاون والوحدة من هذا التسريب؟ ثم إن كل هذه الأحداث تشير إلى أن اتحاد كرة القدم يعاني من فوضى عارمة وهي السبب الرئيس في تدني مستوى كرتنا فالنتائج المبهرة لا تأتي إلا من عمل منظم. الهاء الرابعة الشك باب ويفتحه كل مفتاح وإذا انفتح ضيّق عليك الزوايا إن كان ودّك تقضي العمر مرتاح حاكم سلوك ولا تحاكم نوايا