مركب بين الأمواج الهائجة
يعكس الهلال واقعا مؤلما لبقية الأندية السعودية فهو ومن بداية الموسم يعاني على أكثر من صعيد ومع ذلك فهو " الوحيد " الذي ينافس على كل البطولات فهو في مركز الوصافة في الدوري وحظوظه في اللقب قائمة حتى الآن رغم صعوبة المهمة بعد تعثره الأخير بالتعادل مع الاتفاق في الرمق الأخير وبهدف قاتل من " الزعقان " وهو قد حجز له مكانا في نصف نهائي كأس ولي العهد ومسألة وصوله للنهائي ومقابلة غريمه التقليدي مسألة وقت ليس إلا إلا إن حدثت مفاجأة مدوية منعت أحدهما من الوصول في حين أن بقية المنافسين يتأرجحون في المنافسة وبعضهم خرج مبكرا مكتفيا بتحسين المركز ومنتظرا بقية المنافسات سواء المحلية أو الخارجية معاناة الهلال هي امتداد لمعاناته السابقة خلال الموسمين الأخيرين خصوصا على صعيد العناصر المؤدية فالرحيل شبه الجماعي سواء بدواعي الاعتزال أو التنسيق أو الانتقال لأندية منافسة فخسر الدعيع وعزيز والفريدي وهوساوي بالإضافة للرباعي الأجنبي المميز خصوصا رادوي ونيفيز ولي بيونق ومنذ ذلك التاريخ والإدارة تدخل في تجربة وتخرج منها لتجربة أخرى ففي الموسم الماضي تم إحضار رباعي ذهب نصفه هذا الموسم برحيل العربي وإيمانا وفي فترة الإعداد تمّ التعويض بويسلي ومانجان والإبقاء على سو وهرماش وقد ظهرت نتيجة لهذه الاختيارات ضعف بعض الجوانب الفنية خصوصا في محور الارتكاز وصناعة اللعب وضعف الاستفادة من الكرات الثابتة فتمّ جلب الكولمبي بوليفار جوستافو بديلا لهرماش مبدئيا لكن حدث مالم يكن بالحسبان حين أجبرت الظروف الأسرية مانجان على الرحيل للدوري الانجليزي ورغم أن غالبية جماهير الفريق لم تكن راضية على مردوده خلال الفترة التي قضاها مع الزعيم رغم تصاعد العطاء من مشاركة لأخرى إلا انهم غضبوا حين رحيله ليتم الاستعانة بالبرازيلي " أوزيا " هذه الاستقاطابات وما صاحب الفريق من ظروف غيابات بعضها لفترة طويلة ومع التجارب التي يجريها " كومبواريه " وعدم ثباته على تشكيلة واحدة جعلت من الفريق اشبه بـ " المركب " الذي يصارع الأمواج الهادرة بحثا عن الاستقرار الذي لن يأتي بسهولة فالتجارب قائمة والمحبون غاضبون ولا يرغبون في الانتظار ولن يهدأ لهم بال حتى يعود الفريق لسابق عهده وهو الأمر الذي يستوجب الوقوف بجانبه وليس زيادة الزعزعة فمن الحب ما قتل أحيانا الهاء الرابعة قل للذي بصروف الدهر عيرنـا هل حارب الدهرُ إلا من له خطـر أما تر البحر تطفو فوقه جيــف وتستقر بأقصى قاعـــه الـدرر