إنهم يتعاطون
غالبا في ساحتنا نمتلك القدرة على استعراض المشكلات وكشفها بعد أن تقع ونفتقد شأننا شأن بقية مناحي الحياة في مجتمعنا صاحب الخصوصية المعينة المنبثقة من تعاليم دينية سمحة وصارمة ومن تقاليد وأعراف متوارثة بعضها يمتلك خاصية التوازن في القيم وفي طرق تطبيقها والبعض الآخر متعنت مغلق في الخروج منها صعوبة ومن يحاول كسرها يضطر أحيانا للجنوح بعيدا عن جادة الصواب. في مجتمعنا تصبح كثير من القضايا ذات خصوصية معينة محاولة الاقتراب منها للعلاج تصنف على أنها تجاوز ولا أعلم إلى متى ونحن نعتبرها كذلك؟ فالسكوت عنها أشبه بمن يعلم بوجود ألغام مدفونة في مناطق مأهولة بالسكان ويحتفظ بمعرفته لنفسه ولا يحذر منه الأهالي " الغافلين " وحين ينفجر اللغم وتتناثر الضحايا حينها نشكّل لجانا لدراسة الحالة وبعد عدّة اجتماعات قد تلغى اللجنة وربما تستكمل اعمالها بعدّة توصيات تبقى حبيسة أدراج. ولأنني أرغب منذ زمن في التحذير من لغم خطير ساهم في انخفاض حاد في مستوى كثير من لاعبينا وبالتالي تراجع مخيف في تصنيف منتخبنا حتى وصل لرقم مخجل ولا تظهر تأثيرات ذلك حين يلتقي منتخبنا مع المنتخبات الآسيوية وليست العالمية وحين تشارك فرقنا خارجيا حين يتساقط لاعبونا لياقيا ويعجزون عن مجاراة قوة أجساد المنافسين حين الالتحامات وكأن بعض لاعبينا يصبحون حينها وكأنهم ريش في مهب الريح تتقاذفها النسائم العليلة ولا أعلم ماذا سيكون مصيرهم لو كانت رياحا عاتية. وقد حاولت أن أستغل تصريح الخبير الرياضي الأمير عبد الله بن مساعد مع الزميل بتال القوس في برنامج "في المرمى " فقد كان التصريح صراحة أشبه بأهداف متلاحقة في مرمى أسباب هبوط مستوياتنا فقد أوضح أن هناك لاعبين يمارسون عادات سلوكية مضرّة نتيجة حصول صغار سنّ على مبالغ طائلة دون رقيب أسري أو ذاتي ودون مراقبة من الأندية فتكون الخلاصة سهرات ليلية ماجنة " يتعاطون " فيها الحشيش والخمر أو الدخان والشيشة والمصيبة أنها تمتد لساعات الضحى وبعضها لفترة أطول وهذه السهرات ليست في الإجازات الخاصة بل في أثناء الموسم الكروي واحتدام المنافسة وأحيانا قبل المباريات بوقت قصير ومثل هذه السلوكيات تحتاج لوقفة صادقة تبدأ بدروس ومواعظ محذرة وتمر بالكشف الدوري المفاجئ وتنتهي بالحلول الأخيرة من عقاب داخلي أو جنائي على أن يكون التعامل معها وفق سرية تامة فساحتنا مبتلاة بأسماء لا تراعي شرف المنافسة ولا حرمة النيل من الآخرين. الهاء الرابعة ما صدَّها شَرَفُ الحجابِ وعِزُّه عن سَرْد موعظةٍ وقولٍ نَادِر أُختاهُ، بابُ العلم لم يُغلقْ على ما فيه من دُرَرٍ وعِلْمٍ زاخِر