رسالة نكران
عزيزتي الساحة الرياضية الموقرة حينا والسفيهة حينا آخر: بعد التحية والتقدير، أحببت أن أرسل لك رسالة نكران لاتشبه رسالة المعري إلا في العنوان فقط، مضمونها استفهام كبير بحجم مساحتك الشاسعة تاريخا وجغرافيا. ساحتي الجميلة وسيدتي الغالية الغانية أنت مثل " القمر " جميلا ومضيئا ومشعا بالنور والبهجة، فهو أنيس العشاق وجليس الغرباء لذا شبهت به الجميلات وجها وروحا، لكنه في حقيقة الأمر مليئ بالتجاويف الصخرية والأخاديد الجوفية السطحية. عزيزتي الساحة، أنت في الصباح تبدين جميلة أنيقة تقرين الحق وتطبقينه على نفسك قبل الآخرين، لكنك حين يتسرب الظلام إلى الأفق ويصل للغرف المغلقة ليلا واقعا أو محاكيا تتخلين عن طبيعتك فتضعين مساحيق الألوان والأصباغ وتقضين الليل في سهرات حمراء مع السطحيين والحمقى والمغرضين والمرجفين، فيؤثروا على تفكيرك وتنساقين خلفهم حتى تتركين أصل الحمامة وتصبحين غرابا ينعق ولا يلعق الجروح. عزيزتي كيف سمحت لنفسك بأن تهيجي وتموجي وتزبدي وترعدي ويختلط حابلك بنابلك حين تأجلت مباراة لفريق منك وإليك أسوة بالبقية ممن أعطيتيهم الألبسة الدافئة والأغذية الكافية الشهية وتركت بعض الأبناء يعانون العوز والحاجة يقتاتون على الفتات وعلى بقايا الموائد الصفراء الباذخة. والآن تصمتين صمت الجبناء حين سمحت لفريق صغير يذهب للمشاركة في دورة وديّة ترشيحا كالعادة الأزلية ويعلم الله إنني لست ضد السماح بالمشاركة متى ماكانت الفائدة عائدة على كرتنا بشكل عام ولاضد هذه الفئة الناشئة، ويكفي أن من يديرها عقلية ناضجة وقلب أبيض، فهو " حمد " بين المتأزمين و" مبارك " خارج عن منظومة " المناحيس " لكنني ضد الانتقائية والظلم. سيدتي إنك ظلمتي السواد الأعظم من سكانك، فقد فضلتي الجبان الأحمق الرعديد على الشجعان العقلاء الكرام فتطاولوا وهم أقزام وتمادوا وهم جبناء.. فابقي معهم حتى يكتب الله أمرا كان مفعولا. الهاء الرابعة ثم استمرّت وقالت وهي باكيةٌ ودعتك الله فارْعَ الودَّ وائتمن واسترجعتْ جَزَعًا للبين قائلةً ياليت معرفتي إياك لم تكن