يا زمان الصعلكة
يهبطون لأرض الملعب بكامل أناقتهم من ملابس نظيفة أنيقة، وبقصات شعر غريبة وخواتم "مزركشة وبألوان زاهية"، وبسيارات فارهة، وحسابات بنكية مليئة بما لذّ وطاب من أوراق البنكنوت تذهب في الغالب على الملابس والأحذية وكماليات الحياة، وحتى لا تخرب "كشخته" لا يرغب في تقديم كل ما يملك من عطاء وجهد لينزف العرق وتتسخ الملابس ولا "تطلع الصور مع المعجبين حلوة" وهو الذي كان سابقا لا يجد قوت يومه ويعيش في الدنيا كفافا فهبطت عليه ثروة هائلة من المال ـ اللهم لا حسد ـ ومن الأضواء والشهرة وطبقة مخملية وأريكة ناعمة ثم يكتفون بما حققوا من منجزات وهمية ويبدأ في استهلاك ما تبقى لديه من مال حتى يعود لحياته البؤس السابقة.
هذا للأسف الشديد هو واقعنا وواقع لاعبينا منذ أن أدخل علينا ما يسمى الاحتراف وهو في الأساس " انحراف" بكل معنى الكلمة فهو يحوّل اللاعب من مليونير موهبة ومديونير مال إلى العكس، فبعد فترة وجيزة يتحوّل بفعل النظام الذي عجزنا عن تطبيقه إلى مديونير موهبة ومليونير مال فينعدم الطموح وتختفي الرغبة ويضعف الدافع حتى يهبط تصنيف منتخبنا إلى درجة متدنية لم يصل إليها في يوم من الأيام إلا بعد أن بلغنا مبلغا كبيرا مع احتراف المسيرات والبذخ والفقر الفني والسلوكي.
حين خرج لاعبو منتخبنا بعد نكستهم الأخيرة من ملعب المباراة وفي وقت كان فيه لاعبو المنتخب الكويتي الشقيق يحييون جماهيرهم الفرحة بالتأهل وهم الذين أدخلوا السرور إلى قلوبهم كان لاعبونا يتبادلون الضحكات والقهقهات العالية والصور مع المعجبين دون أن يشعر أحد بهم بأي مسؤولية تجاه جماهير حضرت مبكرا للمساندة وظلت طوال اللقاء تؤازر ثم بقيت بعده مذهولة والبعض منهم يذرف الدموع على الحال الذي وصلت إليه كرتنا ووددت حينها أن يراعوا مشاعرنا لكن كيف نطلب الإحساس ممن تبلدت لديه الأحاسيس والمشاعر واقتصروا فقط باستحضارها حين ينتقدهم أحد أو تتأخر دفعة من الملايين قبل الدخول في الحسابات العامرة والتي تذهب للبذخ فقط.
الهاء الرابعة
وينك تراه البرد محتاج نارك
ياشعلة أنفاس الغلا والمحبه
تعال وأشعل من سكن في مسارك
واللي بقا بين المعاليق شبه