“لقاء السحاب”
أعلم أن هذه الأحرف بما فيها العنوان ربما تصيب البعض بهستيريا جنونية يفقد معها بعضا مما تبقى في فصوص المخّ غير القابلة للتطوّر والمتآكلة منذ زمن طويل، وقد عملت فيها عوامل التعرية الزرقاء " العمايل " حتى حولتها لـ " طبطاب " لا يستقر عليه شيء، خصوصا أن الأحرف تعني بلقاء تمّ على الأرض لكنه جاء فوق السحاب، ويكفي أن يكون طرفاه الأسطورة الحيّة سامي الجابر الذي لن نعرف قيمته وقدره إلا حين أن يغادرنا بعد زمن طويل بإذن الله، والنجم الأبرز محليا وترسانة المواهب المتحركة ياسر القحطاني. ففي عصر يوم الجمعة الماضي والبرد يلف عباءته على خصر الرياض المترامي، جاء الزعيم جماعات إلى ملعب الملز، وجاء زعيم آخر لوحده ليقضي إجازته الشتوية بين أهله وأحبابه، وبعد أن ظفر نادي القرن الآسيوي بنقاط نجران ووضعها في خزانته العامرة أخرج المدرب ياسر وأشرك الكوري عوضا عنه،+ وفي الطريق لغرفة الملابس كان أبو عزوز يحيي الجماهير المرحبة به وحين مرّ من المدرج الذي يجلس فيه الجابر متابعا بصمت وعشق لمحبوبه الكبير لمح القناص يتجه لغرفة الملابس هبط بسرعة الذئب لمقابلته هناك وكسر كرة الثلج التي حاول البعض تكبيرها لصنع مشكلة زرقاء نشأت وترعرعت في الإعلام وهي ليس لها أصل في الواقع الحقيقي، فكل مافي الأمر أن ياسر سأل بعد انتقاله معارا للعين عن شائعة تقول إن وراء الانتقال سامي فرد " لا تعليق " ورغم أن الجواب يحتمل أن السؤال أصغر من الرد عليه إلا أن البعض " فشرها كويش " واعتبر وجود خلافات طاحنة بين النجمين الكبيرين وحاول أكثر من طرف تضخيمها حتى جاءت " عصرية الجمعة " لتنهي الجدل الحائر منذ زمن، فما أجمل خلافات الهلاليين لأنها تكشف أنهم كبار حتى في هذه ألا يكفي أنها جاءت بعد عبارة " لا تعليق " وغيرهم يمارسون السباب والشتم بينهم ولا ضير فهذا ديدنهم وهم يفرحون حين يشاهدون هلاليين يحدث بينهما سوء فهم، ويموتون غيظا حين ينتهي الخلاف بسرعة وليتهم يتعلمون من هذا الرقي، وإنني لأظن أن عبارة " هلاليون وأشربوا من ماء البحر " كانت وصفة طبية وقائية، فهي تعني أن يشرب الآخرون من " الزرقة " كما يفعل الزعماء حينها تطهر دواخلهم وتصفوا فيتحابون وتنتهي خلافاتهم بسرعة ولا يبقى لها أثر.