2012-12-19 | 07:30 مقالات

من حرّاس الفضيلة

مشاركة الخبر      

أجزم أن غالبية أهل الساحة قد تابعوا ما حدث في برنامج كورة مع الزميل تركي العجمة مساء يوم الأحد الماضي، باعتبار أن سكّان ساحتنا تغريهم هذه المقاطع وتنتشر بينهم انتشار الشائعة بين أناس "فاضين" وعلى المقيمين خارجها مراعاة فارق المقطع، فلكل شريحة من المجتمع مقاطع يتداولونها فيما بينهم. ولا يعنيني في المقطع الخلاف أو الاختلاف الذي نشب بين زميلين أكن لهما كل التقدير والاحترام والذي انتهى بفاصل عناويني ثم خلوا الإستديو من الزميل الآخر ولن أقف مع طرف دون آخر فعادة ما يزيد فجوة الخلافات في الوسط الرياضي هي التدخلات غير المباشرة فنتحوّل لفريقين كل فريق يحاول ينال من الثاني حتى تقودنا الأمور للجنوح بعيداً ونسقط في خروج مرير عن النص، فنتجاوز كل الخطوط الحمراء تارة في الجوانب الشرعية وتارة أخرى في الجوانب الأخلاقية حينها نصوّر وسطنا للبعيدين عنه أنه "بؤرة فساد" فكل القيم والمبادئ والمثاليات نتجاوزها ولا نتطرق لها ونركز جل اهتماماتنا في السلبيات فقط حتى نعطي صورة غير حقيقية عن أنفسنا. لكنني سأركز في النقطة التي ثار فيها الزميل تركي العجمة وأعطى رأيه بكل حيادية ووجّه انتقاده الصريح للصحيفة التي انزلقت لوحل الوقاحة في تصرف يدل على أن كل من أجاز العنوان الوقح عكس فكره وأخلاقياته فقط، وبودي لو أن المسؤولين عن الصحيفة وبقرار داخلي يعاقبون من كتب أو اقترح، وربما برر العنوان وزيّنه لحظة الحيرة قبل اتخاذ قرار اعتماد النشر من عدمه فمثل هذه العقلية جديرة بألا تحترم ولا تعطى المجال في نشر العدوى والوقاحة في وسط غالبية متابعيه من صغار السنّ ومن هم في عمر التلقّي والتأثر الكبير بالعوامل الخارجية ويعتمدون في سلوكياتهم على نظرية المحاكاة والتقليد. نعم سأركز على تلك اللحظة التي تجلّى فيها العجمة وتفاعل معها كما ينبغي لكريم الأصل أن يتعامل مع مبادئ تربى عليها، وحين يشاهد البذاءة والوقاحة تصل إليه لا يسمح إطلاقاً أن يكون من دعاة الرذيلة. نعم لقد كان تركي من حرّاس الفضيلة فلم يعنيه ميوله عن الصدح بالحق والتصدي بحزم خوفاً من انتشار الوباء لأنه يدرك أن التساهل في مثل هذه الأمور قد يجر إلى أمور أدهى وأمر، ولقد قالها صريحة قولوا ما شئتم من عبارات استفزازية وتهكمية بالمنافسين لكن لا تنزلقوا لهذه المستنقعات فلو ارتضيناها الآن غفلة سنعجز أن نتخلص منها حين تستشري ونحن وسط لا يريد أن يكون "وكر رذيلة" ولا أستطيع إلا أن أقول من الأعماق "شكراً تركي". الهاء الرابعة قولوا لراع الوقاحة لا يكررها الدين محفوظ والأعراض مصيونه وإن كان يبغى يمررها يمررها يجيه رد الإجابة يعمي عيونه