العلّة العلّة يا هلال
ماذا يعني لصنّاع القرار الأزرق أن الفريق كان يفوز على الفتح ذهاباً وإياباً بالخمسة وأصبح الآن يخسر منه ذهاباً وإياباً في سابقة قد تعدّ تاريخية لم يسبق لها مثيل وهذا الأمر لم يكن قبل سنوات بعيدة على العكس تماماً، فهي قبل سنتين أو ثلاث، بدليل وجود أغلب أسماء لاعبي الفريقين، ولكن ما يختلف أن خط وسط الهلال آنذاك يضم ثلاثة لاعبين من الوزن الثقيل وجميعهم في خط الوسط والذي منذ فجر التاريخ الكروي الأزرق يعتبر هو مصدر قوته وخطورته وكان الثلاثي طيّب الذكر آنذاك "رادوي ونيفيز وويلهامسون" مع الاعتماد على مهاجم وحيد. الآن الهلال يتأرجح في تقديم المستويات رغم أن المنافسين المحليين لا يعتبرون المقياس الحقيقي لكشف قوة الهلال من ضعفه، فالعوامل النفسية في بعض الأحيان تلعب دوراً كبيراً بل ووضحت الحاجة الماسة لوجود صانع ألعاب ماهر يستطيع أن يصنع الفارق الفنّي سواء من خلال تمريرة من نوعية "أنت وضميرك" أو من تسديدة قوية مركّزة من مسافات بعيدة سواء كانت ثابتة أو متحركة، بل الغريب أن الهلال من أكثر الفرق حصولاً على الضربات الثابتة سواء زاوية أو أخطاء مباشرة أو غير مباشرة لكنها تنتهي دون أن يستفيد منها بالقدر الذي تستحق، ويكفي أنه في مباراة السبت الماضي خسر الفريق من خلال الكرات الثابتة، فالأول من زاوية نفذت بطريقة مختلفة، والثانية من ضربة جزاء ناتجة من هجمة مرتدة نفذت بطريقة غاية في الإتقان، بل والملاحظ لكيفية الاستفادة الزرقاء من الكرات الثابتة السلبية يعلم تماماً أنه لا يوجد لاعب مخصص لتنفيذها حتى أنه تناوب على التنفيذ أكثر من لاعب، فمرة يأتي الهرماش وتارة العابد وأخرى الفرج، بل وإنه في أحد الركنيات قام بالتنفيذ الظهير الأيسر ياسر الشهراني. أعلم جيّداً أن القرارات الانفعالية التي تعقب الخسائر أشد فشلاً من الخسائر نفسها، لكنني مدرك تماماً أن الهلال بحاجة ماسة للاعب "ثقيل" في وسط الميدان يستطيع بقدراته ومهاراته استثمار قدرات الهجوم الأزرق المرعب ليتم تشكيل ثلاثي متقدم عبارة عن الكاسر والعقرب والضيف الجديد وتبقى منطقة المناورة للاعبين الصغار المهرة كعزوز والفرج والعابد والقرني، وأظن أن الركون لطلبات المدرب وعدم مناقشته في حاجة الفريق لصانع الألعاب الأجنبي المؤثر هو خطأ كبير، فالمرحلة القادمة ستكون فيها المنافسات أكثر شراسة. الهاء الرابعة جيتك من أيام التعب رحّال حالي كثر ما غبت محتاجك وإن كان ماودك تشوف الحال آسف وسامحني على إزعاجك