(استرقل)
حين تخفق منتخباتنا أو أنديتنا المفضلة سواء محليا أو خارجيا نمارس معها أسلوبين، إما الجلد حتى نجردهم من كل شيء، أو محاولة خلق التبريرات والأعذار لكل من وقع في الإخفاق، ودائما نحن هكذا متطرفون في أحكامنا وفي مشاعرنا ومن النادر أن يأتي طرح هادئ متزن، وإن جاء فإنه يختفي في زحمة الضوضاء الناتجة من ارتطام الشهب في أسراب البعوض، وللتبريرات لدينا ألف باب وباب وهي لا تأتي إلا للاعبين فقط فهم أصحاب الحب والحظوة والشهرة والمال والأضواء والدلال، وحين يخفقون تتوجه في الغالب بوصلة اللوم تجاه إدارات الأندية أو المدربين وحتى الحكام وإن نالهم شيء من عدم الرضا فإنه يزول مع أول هدف يسجل أو سحبة تطرب أو كوبري ينشأ وسأضرب لكم مثالاً حياً على أن لاعبينا مدللون حد الثمالة، وسيكون الأهلي القاهري هو المثال الأوضح، فالفريق لا يشارك في دوري ولا بطولات محلية واتحاد الكرة هناك بلا حراك وبدون جماهير داعمة ومع ذلك يشارك في دوري أبطال أفريقيا ويصل للنهائي ثم يتعادل في مصر أمام منافسه القوي الترجي التونسي بهدف لمثله وفي مباراة الرد في "ملعب المنزة " وأمام الآلاف من الجماهير المحتشدة ينجح الأهلي في الفوز وخطف اللقب القاري الكبير، بعدها بأيام يذهب لليابان للمشاركة في بطولة أندية العالم وهو الذي سبق وأن حقق إنجازا مذهلا بالحصول على ثالث أندية العالم ـ لم يتغنوا بالعالمية ولم يركنوا لها وسعوا لمواصلة المشوار فالهمم عالية والطموحات كبيرة ـ ووسط أجواء قاسية متمثلة في مقابلة المستضيف وتحت درجة حرارة متدنية جدا وفي صقيع بارد جدا وأمطار منهمرة وفي بلدهم الأوضاع الاقتصادية أشد تدن في حين أن الأوضاع الأمنية تنذر بوقوع أو قدوم خطر يهدد الأرواح والممتلكات وهناك كانت أرواح أغلى الناس عندهم وهناك كانت " تحويشة أعمارهم وما يملكون " ومع ذلك ورغم ظروف غيابات قسرية يبدع اللاعبون ويحققون الفوز ويتأهلون للدور نصف النهائي. أما لاعبونا فهم " حساسون جدا وناعمون حد الإفراط، فمع الملايين التي يتحصلون عليها والتي أدخلتهم عالم الأثرياء ـ اللهم لا حسد وزد لهم وبارك ـ بعد أن كان جلهم يقتات على الفتات نجدهم سريعي التأثر، فالإعلام يضغط عليهم والجماهير كذلك ولكن ليس في الملاعب إنما في تويتر، فالملاعب عندها شبه خاوية على عروشها وفترة التوقفات تنسيهم كيف يلعبون والرطوبة لا يتحملونها وكذلك البرد والحر وجفاف الأجواء والمطر وكل شيء لدرجة أنه من الأفضل أن يكتب على قمصانهم "احذر، قابل للكسر" . الهاء الرابعة أحيان أشوف الأرض في نظرتي عش وأروح احلّق لـ الفضا واطلب إمداد هذا خيالي كل ما قلت له عش يقول فوق الأرض ما ليّ مقعاد