2012-12-06 | 08:01 مقالات

(يستاهل البرد....)

مشاركة الخبر      

كنت قد دخلت في نقاش تويتري مع الصديق والزميل يحيى مساوي حول المثل الشعبي الذي أورده عبر حسابه حين كتب "يستاهل البرد من ضيّع دفاه" وبدون تفكير مسبق حوّرت المثل إلى عكسه فكتبت "يستاهل الدفا من ضيّع برده". عادت بي الذاكرة إلى المحادثة إياها الآن وصاحبكم يهمّ بالدخول في رحلة الهاءات اليومية ولأن البرد قارس هذه اللحظة لمعت في رأسي فكرة كانت غائبة تتعلق بإنزال الفكرة مظلياً على الأندية المحلية العائدة من المشوار الآسيوي والتي دخلت في صراع آخر، فالهلال الذي خرج أولاً ولقي ما لقي من شتم واستهزاء بخروجه فقد لاعبين مهمين أحدهما كان في الخارج ولا يعتبر انتقاله من الزعيم مباشرة فعاش أياماً عصيبة يعاني البرد وترتجف منه أوصاله لكنه نجح في استعادة "الدفا" بعدم رضوخه أولاً للمزايدات المالية والمبالغ الضخمة ثم في إخراج لاعبيه من حالة الإحباط، فواصل مسيرته الناجحة وبات يحقق الانتصارات المتتالية ساعياً لكسر رقمها الاحتكاري المسجل باسمه بعد أن كسر لاعبه المميز الثابت على مستواه "العقرب" رقماً سعودياً يتعلق بمواصلة التسجيل في المباريات دون توقف فسجّل في العاشرة فاستحق الفريق أن يكون من يستحق الدفا لأنه ضيّع برده لكن خصمه العنيد ومنافسه الأخير -باعتبار أن الهلال ثابت والبقية متحركون، ففي كل حقبة زمنية يأتي منافس ثم يتقهقر وهكذا دواليك-، الاتحاد الذي فاز على الراقي في ذهاب نصف النهائي فأوصلوه عنان السماء وضحكوا على محبيه بنغمة التخصص القاري فجاء البرد القاسي دفعة واحدة حين كان الخروج الفعلي والأخلاقي من بعض لاعبيه -للمعلومة حتى الآن لم يتم العقاب ولم تستنكر ساحة المبادئ المطاطة- وحين عاد محلياً حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وطوق النجاة دائماً "الهلال" فأخذ لاعب منه يعتبر إنجازاً ما بعده إنجاز، بدليل أن منسق الهلال شافي الدوسري هو الآن "منقذ الإتي"؛ فتم التعاقد مع النجم الكبير أحمد الفريدي بمبلغ يقارب الأربعين مليون ريال، لكن هذا الإجراء قلب الشأن الاتحادي رأساً على عقب، فالفريق يئن تحت وطأة ديون متراكمة ومطالبات مؤجلة فهاج لاعبوه وطالبوا أولاً بتسديد مستحقاتهم ثم بالمساواة فأصبح يستحق أن ينطبق عليه "يستاهل البرد من ضيّع دفاه". الأهلي هو الطرف الثالث وهو قد تأرجح بين البرد والدفا لكنه سيغني يوماً "والله الجفا برد.. وقل الوفا برد ,, والموعد المهجور ما ينبت الورد". الهاء الرابعة الريح تشهق في شبابيك البيوت وتنهيدة تَعوي ورَى حدب أضلعي حبيبتي والحلم قدّامي يفوت إمّا اسكني قلب الحنين أو اطلعي