كلنا عيال قريّة
بعد تأهل الأهلي والاتحاد إلى الدور نصف النهائي من دوري المحترفين الآسيوي بعد التغلب على سباهان الإيراني برباعية والعودة من الصين ببطاقة التأهل برباعية جدة كتبت محذراً من انقلاب مفاهيم الساحة على أحدهما أو عليهما بمجرد فقدان أحدهما في نصف النهائي الثابت وخسارة الطرف المتأهل للنهائي، فعبارات الثناء كانت توصلهما لعنان السماء، فهما على حسب الآراء الانطباعية يملكان إدارتين رائعتين ومدربين في غاية الدهاء، الأول أحدث نقلة نوعية في الفريق وحوّله من فريق بالكاد يستطيع المنافسة على بطولات النفس القصير إلى فريق ثابت في المنافسة وساع لها بخطى ثابتة، والآخر لم يخسر الفريق معه محلياً والخسارة الوحيدة كانت خارجية وجاءت بطعم الخسارة بل ويضم بين صفوفه خيرة النجوم الأفذاذ المحليين والأجانب وأجمعت الساحة بغالب من فيها أن سبب تميز العملاقين هو "الاستقرار" ولا غيره فهو من جعل كل منظومة تتناغم مع بعض وكانت النتيجة فريقين ثقيلين في الميدان. كل هذه المميزات ذهبت أدراج الرياح ـ وقد حذرت من ذلك سابقاً ـ فبعد خروج الاتحاد أولاً نشأت الخلافات فغادر "سوزا " وهبطت المستويات واشتعلت نار الخلافات وتوالت الخسائر بعضها وقع والآخر حال دونه صفارة ضعيفة ومورست الضغوطات فتحوّلت الإشادات إلى شماتة أو تقريع ولحق به الأهلي الذي غادر لكوريا بثوب البطل المغوار وعاد بـ"فشخرة" إدارية وجماهيرية بل وإعلامية، فالاستقبال في المطار وتصوير الحدث بأنه عادي " تقزيم " للراقي فقد انقلبت الآية وأصبح الفريق بعدها هشاً ضعيفاً يتلقى الخسائر بدم بارد دون أن يكون هناك ردة فعل تنتشل الفريق من وضعه المتردي، ولأننا عاطفيون فقد سحبنا الأمور إلى جانبي (الإدارة والمدرب) وساعدنا على زعزعة الاستقرار ومساعدتنا كانت مقصودة أو بدافع الحب الذي قتل. وقد جاءت الحلول الوقتية بارتدادات عكسية، فتعاقد الأهلي مع أسامة هوساوي مضر على المدى البعيد، فمبلغ يقارب الأربعين مليون في مدافع شارف على الثلاثين، وتعاقد الاتحاد مع الفريدي بمبلغ مقارب أوجد شيئاً في نفوس اللاعبين الباقين وهم يدركون هذه الحقيقة جيدا ولا مجال للإنكار، فالهاءات تعرف أبعد من ذلك بكثير ولا مجال للإنكار فنحن نعرف ما فعلوا الأسبوع الماضي وفي المعسكرين. الهاء الرابعة حاول تعيش الصمت قدر المستطاع ولا تقيس الناس بالهرج تغدي آخر من يسولف عن الحرب الشجاع وأكثر من يسولف عن الطيب "الردي"