الفريقان فاشلان
نحن قوم نتبع ساحة مليئة بالتناقضات والمعايير الخاطئة ودورنا ضعيف في محاولة تعديل هذه المفاهيم بل سلبي في كثير من الأحيان، فغالبية أصحاب الرأي للأسف هم صنّاع هذه المبادئ بل ومن رسخها في الأنفس والعقول الناشئة التي لا تستطيع أن تبني رأيا منطقيا مستقلا بل تسير في الغالب مغمضة العينين وبمزيد من تكرار الأخطاء واستدامتها تتحوّل لصواب ولأن القول بلا فعل ولا إثبات لا يغني ولا يسمن من جوع سنسوق لكم دليلا واقعيا قبل أن يحدث وسترونه ماثلا أمامكم بعد أيام أو ساعات، ففي الغد بإذن الله سيتجدد لقاء الغريمين التقليديين ـ الأهلي والاتحاد ـ في مباراة الرد الآسيوية بعد أن انتهت المباراة الأولى بتقدم الاتحاد بهدف يتيم وبعيدا عن حسابات التأهل وحظوظ الفريقين سنثبت لكم بالبرهان ما نريد إثباته ونطلب منكم مزيدا من التركيز وحتى تتضح الصورة فإن الساحة الآن تتغنى بالفرقتين وتراهما جديرتين بالمنافسة بل وبتحقيق اللقب والكثير من الإشادات التي يستحقانها بلا شك، ولكن وبمجرد نهاية المباراة وتأهل أحدهما على حساب الآخر ستتحول النظرة المنطقية إلى النقيض وسيصبح الخاسر حتى لو أن أفراده قدموا كل ما لديهم أو لم يكونوا في يومهم لأي ظرف فريقا " فاشلا " وسينال الجميع تقريعا وشتما وستنال الإساءة من كل أفراده من أعلى الهرم حتى الواقفين بجوار السياج والأبواب بل حتى الجماد سيناله شيئا من التقريع وسيصبح في نظر الساحة " هشّا " تعشش فيه المشاكل والصراعات وأن حالته ميئوس منها وسيتم استعراض كثير من الأخطاء بعضها صحيح وأغلبها متحوّل وهجين ولن ندع لا شاردة فيه إلا وحملناها جزءا من المسؤولية على طريقة " استراق السمع " كلمة صادقة يبنى عليها تسعة وتسعين كذبة لتصبح المئة كاملة الصدق والدسم. في المقابل سيوشح الفائز بأوشحة العز والرفعة وسيرفع إلى عنان السماء وسيصبح الفريق الذي لا يقهر وسيصبح لاعبوه نجوماً لا يشق لهم غبار مع العلم أنهم قد يخسرون في النهائي وينالهم ما نال الخاسر منهم قبل الموقعة الختامية مع أن اللقطة الفاصلة بين النجاح والفشل وما بينهما من أحكام عاطفية في ساحة يندر فيها الاتزان وتكثر فيها الأحكام العاطفية الجيّاشة كرة ترتطم بالعارضة وتنزل باتجاه الشباك أكثر من خط المرمى في حين الطرف الآخر كرته مالت نحو الخط أكثر. الهاء الرابعة ولقد مررْتُ على الرياض برَبْـوَةٍ غَنَّاءَ كنتُ حِيـالَها أَلقـاك ضحِكَتْ إلى وجُوهها وعيـونُها ووجدْتُ في أَنفاسها ريّـاك