هاءات ثلاث ـ أقبل العيد
بعد صيام خير يوم أشرقت عليه الشمس وهي ساعات قليلة صيامها يكفر عن الصائم سنتين واحدة ماضية وأخرى قادمة ـ تقبل الله من الصائمين صيامهم ومن العابدين عبادتهم ومن الحجيج حجهم ـ هاهو العيد يطلّ علينا والسعيد من لم يتعامل معه بقول المتنبي "عيد بأي حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيك تجديد" فلم يجعل منه روتيناً يمر في العام مرتين يزهو بها بالثياب الجديدة وبالشكليات وبعد الروتين المعروف سلفا يدخل في نوبة نوم طويلة ومستمرة ثم يستيقظ من جديد ويمارس حياته كالمعتاد دون أي إضافة لقدوم هذا اليوم أو رحيله. أيها الأحبة نحن بأمس الحاجة إلى تغيير ملابسنا الداخلية ولا أعني الملابس التي تستر الجسد من الخارج بل التي يسترها الجسد وتظهر على شكل تصرفات وسلوك يومي مدفوع بمشاعر وقناعات في مجملها خاطئة جدا إن الساحة الرياضية تعاني من فقر حاد لمشاعر الألفة والمحبة والتراحم بعد أن استسلمنا لمشاعر الشحناء والتباغض أن تحكمنا وتدير شئوننا وتسيرنا كيفما تريد وبأي طريقة تشتهي فأصبحنا ومن أجل "جلد منفوخ " وضع واخترع أساساً للترفيه والتنفيس عن النفس المتعبة والترويح المباح لكننا بقدرة غريبة حولناها إلى "مسألة تحديد مصير" فأصبحنا نحب ونكره من أجلها بل ونسعى بكل ما نملك لإيذاء أشقاء لنا من أجلها بل ونستمتع ونتفنن في طرق الإيذاء حتى تجاوز اللفظي والذي كان يقال عنه قديماً: وقد يرجى لجرح السيف برء... ولا برء لما جرح اللسان " ليصل لمرحلة الإيذاء الجسدي دون أن نستوعب حقيقة تصرفاتنا. وها هي الآن الفرصة سانحة لنا لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأمور من جديد ليبدأ التغيير من الداخل فدعونا نطرح التنظير جانباً ونبدأ في خطوات عملية تطبيقية وكل شخص يبدأ بنفسه ولا ينظر للآخرين مطلقاً. الهاء الرابعة كل يوم وكل عام وكل حين وأنتم بصحة وخيرات وفرح قلتها والقلب يغشاه الحنين والخيال بشوفة أحبابه سرح