الحذر ثم الحذر
من محاسن صدف قرعة دوري أبطال آسيا أنها وضعت مواجهة الدور نصف النهائي بين فريقين سعوديين مما يضمن أن يكون في النهائي طرف سعودي ـ أسأل الله أن يكون اللقب سعودياً حتى وإن كان الفوز به مصدر شماتة بالفريق الذي أعشق فنحن وسط لا تكتمل فيه فرحتنا إلا بالإساءة للمنافسين لنرضي شهوة السلوك العدواني الذي نختزله في دواخلنا ونفرط في التعامل به ـ على اعتبار أن الفرق السعودية غير مؤهلة للحصول على اللقب وربما أن هذا الرأي ربما يسبب غضباً لدى عشاق قطبي الغربية إلا أن طرح هذا الرأي بتجرد في هذا الوقت خير من نقد الشماتة الذي يقوم به البعض حين يأتي الإخفاق فالهلال ـ الذي يضم أفضل اللاعبين المحليين كشف بوضوح ثقافة اللاعب السعودي في كيفية التعامل مع الأوضاع المعقدة وإن استثنينا فسنستثني لاعبي الخبرة في فريق الاتحاد الذين يملكون خبرة عريضة رغم أن الفريق نجا من كارثة نتائجية في الصين فقد تعرّض "جوانزو" لسوء حظ غريب وقد أضاع الفريق الصيني كمية أهداف لو وفق في استثمارها لتجاوزت الأهداف المسجلة نصف درزن ووضح ضعف كبير في العمق الدفاعي رغم أن المدرب لعب بثلاثة محاور ثابتة ورباعي في الدفاع ثلاثة منهم يلعبون أساساً قلوب دفاع ولم توكل لأي منهم أي مهام هجومية أو حتى دعم للهجمة ومع ذلك كان الوصول لمرمى مبروك سهلاً ميسرا في حين أن الأهلي نجح في استثمار " نقطة تحوّل المباراة لصالحه " رغم ضعف المردود الفني والبدني للفريق الإيراني والمتمثلة في ضربة الجزاء والطرد لحارس المرمى والذي يعتبر أفضل عناصر الفريق، ففي لقطة واحدة ثلاثية الأبعاد بضربة جزاء وإقصاء ثم هدف تأهل مما يتطلب من الفريق الإيراني فتح ملعبه والبحث عن التعديل وهنا تأتي المعطيات النفسية والفنية لصالح الراقي فانفتحت مساحات الملعب أمامه وهدأت أعصاب لاعبيه واستقرت فأبدع وأمتع. خلاصة الموضوع أن الاتحاد تأهل بشق الأنفس رغم أن معطيات الحسم كانت لصالحه وكاد أن يفقدها، والأهلي أيضا استثمر هذه المعطيات والهلال "رسب " مع مرتبة الدفع الرباعي لأنه لم يستطع التعامل مع تلك المعطيات، فالحذر كل الحذر من النهائي فالمعطيات والمتغيّرات قد لا تكون في صالح ممثلنا ونحن لا نجيد قلب الأمور باحترافية لعدم وجود العناصر "الخلاّقة" والقادرة على تحويل السالب إلى موجب وغالباً ما يكون تعاملنا وفق ما تضعنا فيه الظروف. الهاء الرابعة لا فاضت أحزاني ولا زاد همـي ولا انشويـت مـن الفـراق وتحرقـت لا مت مـن صـدك ولا فـار دمي لأن الحكايـة كلهـا مضيعة وقـت