(أزعقونا كل يوم)
حتى سنوات قريبة كانت الأعمال الدرامية التاريخية قمة في الإسفاف والدجل والغباء سواء على مستوى الأحداث بين الصحة والخطأ وحتى الأماكن والملابس واللغة المستخدمة والتي تمرر بها لهجات شعبية وأذكر أنني شاهدت مسلسلا يتحدث عن أحد الخلفاء الراشدين وفيه أنه كان يحتفل مع المسلمين بـ " عيد النيروز " وهو الذي يسمى حاليا " شمّ النسيم " وأنه تذوّق طعاما يسمى " الفالوذج " وهو طبق حلوى قديم ومن شدّة حبه لهذا الطعام صرخ بجمع من الناس " مهرقونا مهرقونا كل يوم " " ومهرقونا " مأخوذة من مفردة " مهرجان " أسوق هذه المقدمة بعد أن تحوّلت الساحة الرياضية إلى ما يشبه تلك المسلسلات ففيها من الأخطاء ما يذكرّني بالضجيج والإزعاج والأخطاء الفادحة التي مررتها تلك المسلسلات علينا ونحن صغارا فكنّا نحضر " العصيّ " ونجعل منها سيوفا مهندة ونبحث عن الأعداء لنقاتلهم بها فلا نجد عدوا فنرتد على بعضنا لنشكل معركة وهمية المنتصر فيها خاسر ولا تنتهي غالبا إلا بمشاجرة حقيقية تستخدم فيها العصا لنفس الغرض الذي عرفت به فتشج الرؤوس وتسيل الدماء وتشترك بعض الأسر فيها فتعم القطيعة لفترة من الزمان حتى تنتهي فترة المسلسلات فتعود العلاقات إلى طبيعتها تدريجيا وبعضها تنقطع أواصر العلاقة حين يكون أحد طرفيها مرجف يعشق الخصام ويحوّله إلى قضية القضايا مع أن أساس الخلاف براءة أطفال ساقهم حماسهم لتقليد مسلسل غبي السيناريو والحوار فيتصالح الأهل ولو كانوا صغارا ويواصل كبار الجسم والعمر فقط مسلسل الخلاف. أحبتي لا أعلم ماذا أصاب الساحة وبالذات " الحكام " فمع أن طبيعة العمل تتطلب حكمة ورزانة فهم من يحكم بين المتنافسين إلا أن العكس هو الذي يحدث فقد تجاوز كثير منهم الخطوط الحمراء ولأجل " كرسي متحرك " قد يستقر عليه أحدهم برهة من الزمن ثم يغادر ومع ذلك لم يتركوا وسيلة صالحة أو طالحة إلا استخدموها كل على حسب مبادئه على عكس تنافس اللاعبين والمدربين الهاء الرابعة في آخر الثلث الاخير ارفع يدينك وابتهل وان هل مدمعك الغزير لا تجعل كفوفك وحل ازرع بها دعوة فقير تنبت بعون الله نخل