ودعتك الله يا مسافر
سافر من ملك شغاف القلب من بطينه إلى أذينه إلى حيث تشرق الشمس أولا أو بلاد الصباح الأول وهم الذين يطلقون على بلدهم " بلد الصباح الجميل " ويبدو أنهم محقون جدا في ذلك فبلد يقطنه " الهلال " لا بد أن يكون جميلا وكيف لا يكون جميلا وهو ناصع البياض في زرقة عالية سامية وشامخة وبإذن الله يظهر في أحلى حلله الزاهية التي عرفت عنه ويشع بنوره السالب للألباب ظهيرة " الأربعاء " حتى وإن كان في ذلك " ظاهرة كونية " مع العلم أن الهلال لا يختفي أبدا لكنه لا يرى نهارا عند بعض من يعاني ضعفا في البصر أو في البصيرة فيتوهمون عكس الواقع سافر قبل أن يطمئن عشاقه على أنه مكتمل العدة والعتاد فبعد ست مناسبات في الدوري كانت البداية ضعيفة في رمضان بتعادل اشبه بالخسارة وخسارة وقعت موقع " المصيبة " على عشاقه لكن " هلال شوال " كان مختلفا نوعا فخاض أربعا فاز في ثلاث منها بـ " درزن " وخسر واحدة بالتعادل في الوقت بدل الضائع واحدة منها على الغريم التقليدي " اصبحت عادة زرقاء مستحبة " وآخرها ليلة السبت على الشعلة وهي المواجهة التي أقلقت الجماهير العاشقة وربما الإدارة حتى وإن لم تعلن بل والمدرب " الصارم ذو الملامح القارية " والذي عبر عن استيائه في المؤتمر الصحفي الذي أعقبها ورغم أن الفريق فاز بالثلاثة وعدل بين النصر والشعلة ورغم إضاعة قائده لضربة جزاء في أواخر الشوط الأول ومع الغيابات الكثيرة في صفوفه – عزوز والشهراني ومانقان وهرماش – إلا أن المردود الفني والبدني لم يكن مقنعا فغابت الروح الوثابة وانعدم التركيز – التفكير في أولسان متسيّدا ومسيطرا على خلايا مخ اللاعبين حتى وإن لم يرغبوا بذلك – بل وغابت اللمسات السريعة والتحركات الإيجابية والالتحامات القوية – خوفا من حدوث إصابات ولو طفيفة تمنع من المشاركة في اللقاء الآسيوي وقد ساد صمت مهيب حين سقط " العقرب " في منتصف الشوط الأول وحين نهض عادت الأنفاس تمارس وظيفتها بين الشهيق والزفير في انتظار أن تكتمل الصورة ويعود المسافر مظفرا إلى وطنه – بإذن الله - الهاء الرابعة ضحيت بالواقع على شان الاحلام وضحيت بالغالي على شان غالي حتى الغرام اللي كسر قلبي العام ماني بحاله كان ماهو بحالي ما ينحــسب عمر البنادم بالاعوام بعض السنين نعيش فيها ليالي