"كدّاب يا خيشة"
هناك مقولة تنسب لوزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز تقول: "أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس ثم أكذب كثيراً حتى تصدق نفسك".. ورغم أن صاحب المقولة وفكره النازي قد غادر إلى غير رجعة إلا أن المقولة بقيت صامدة ضد عوامل التعرّي وكشف الحقائق، ولم لا تبقي والصدق بين الناس أصبح نادراً كندرة الثلوج في جزيرة العرب وحلّ محله الكذب حتى أصبح هو الحقيقة وغيره بات زائفاً وهذا يدل على أننا في آخر الزمان، حيث اختلاف المفاهيم وانقلابها رأساً على عقب. في ساحتنا الرياضية تظل هذه القاعدة ماثلة للعيان ما مثلت الشمس في كبد السماء في صحراء العرب منذ الأزل وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وتتمثل في لقب "النادي المدلل" والتي وسم بها الهلال زوراً وبهتانا، وحتى لا أكون قاسياً -وجهلاً- وقد حاول طرف أول محاولة تثبيت هذه الفرية حين رأى جدار الهلال صلباً لا يقدر على هدمه أو حتى محاولة إحداث شرخ به لتنفذ الفوضى في صفوفه فوجد رجالاً كثر يختلفون كثيراً لكنهم لا يختلفون على محبة فريقهم وحين تتعارض المصالح تتوقف الخلافات أمام بلاط الزعيم، وهذا هو السرّ الذي ميزته وجعلته ثابتاً، والبقية متحركون إن استقروا وقلّدوا النموذج الأمثل نافسوا ونجحوا، وإن عادوا لطرائق الخصام ومصالحهم الشخصية عادوا لوضعهم البائس، وركنوا لأعذار بالية يضحكون بها أولاً على جماهيرهم ثم يصدقونها ثانياً يساعدهم في ذلك أن بقية المنافسين يطمحون في النيل من "الكبير" فيعجزون عنه في الميدان ليتحوّلوا إلى الدهاليز المظلمة والتي كثرت في الآونة الأخيرة، ولن أفصّل في شرحها، فنحن في شهر فضيل والمساس بأسرار وخفايا يعتبر أمراً غير محمود، ولكنني أستطيع أن أقول إن الهلال إن نال من الأمر شيئاً وفسّره أولئك على أنه "دلال" وقف النصراوي والاتحادي والأهلاوي نفس الموقف ولكنهم حين ينالون من الدلال "لحمه وشحمه وقلبه وبقية أجزاءه" يتجاهلون الأمر ويمرون عليه مرور الكرام ولو أردنا أن نمثل بأحداث لجفت الأقلام وطويت الصحف ولكنني أرغب في إنشاء معهد متخصص للرصد يقوم بمتابعة كل الأحداث من ثلاثة عقود حتى الآن وأجزم جزم من يوقن بالأشياء ويشارك فيها بأن النتائج ستفضحهم وسيدركون حينها أنهم طبقوا مقولة "الوزير النازي" بحذافيرها حتى صدقتهم الدهماء من الناس لجهل أو لهوى نفس، ثم صدقوا هم الأمر لنقص في الثقة ولعدم توفر سبل النجاح، فالفاشل دائماً يتمسك بالأعذار البالية الواهية. الهاء الرابعة يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجـير المجرم ادعوك رب كما أمرت تضرعاً فإذا رددت يدي من ذا يرحم