(أص ولا نفس)
عادة حين ينتهي الموسم الرياضي ولا يكون فيه أحداث يومية تغطي مئات الصحف الورقية والإلكترونية وعشرات البرامج الفضائية وملايين الحسابات «التويترية» تبدأ ظاهرة انتشار الأخبار «المفبركة» الخاصة بالتعاقدات المحلية وحتى القادمة من خارج الحدود على طريقة «خبط عشواء» فمن مئات الأخبار «يصدف» خبر يتيم يتم التغنّي به كأسبقية بل وضربة معلّم في التقاط الأخبار الحصرية وذلك لتغطية الفراغ الكبير وهكذا تسير المركبة حتى يبدأ الموسم الجديد ومع ذلك ورغم حالة الفراغ التنافسي والخبري سقطت أمام الساحة «تفاحة أميدو» ولكنّ الساحة لم تتعامل معها كما تعامل إسحاق نيوتن فيكتشف بسببها قانون الجاذبية الذي خدم البشرية ولا تعامل الشخص العادي الذي سيمسحها ليزيل عنها بقايا التراب ثم يبدأ في قضمها قضمة بعد قضمة ـ بالهناء والشفاء ـ حيث تجاهلتها تماما وكأن شيئا لم يكن رغم أنها قضية تستحق أن يفتح لها ملفات وليس ملفاً واحدا، بل وتتداخل بها وفيها أطراف رسمية معنية بالأمر وإليكم الدليل، فما بين القوسين هو ملخص بيان نادي النصر رداً على تصريح لاعب الوحدة سليمان أميدو والذي ذكر فيه أن اللاعبين محمد عيد وعدنان فلاته نصحاه بعدم الانتقال للنصر «اتهم النصراويون المدافع الوحداوي سليمان أميدو بالكذب وعدم المصداقية، رافضين بشدة ما أثاره في حديثه الذي نشرته «الرياضية» بأنه تلقى نصائح من الثنائي محمد عيد وعدنان فلاتة برفض الانتقال للنصر،» حيث إن البيان ـ وهو صادر من جهة رسمية اعتبارية ـ أشار إلى اتهام صريح وواضح للاعب بالكذب وهذا الاتهام في حال عدم ثبوته يستحق عقوبة جنائية وحتى الآن لا أعلم السر وراء صمت الجهات الرسمية في الاتحاد السعودي لكرة القدم عن هذه الحادثة ولماذا لا تتعامل معها كما تعاملت مع قضية عبد الغني والفريدي حين استدعتهما للتحقيق بعد أن اتهم الفريدي حسين بالتلفظ عليه بألفاظ «غير حسنة» وبعد التحقيق قامت بإصدار عقوبة بحقهما ولن أقتنع بأي تبرير يفسر هذا الصمت المطبق علما بأن الاتحاد رغم أنه مكلف تجرأ وأقر بطولة جديدة في تجاوز للصلاحيات وفي السياق نفسه أتفهم صمت الإعلام عن القضية رغم حالة الجدب العامة المصحوبة بقلة الأخبار والأحداث على اعتبار أن «الهلال» ليس طرفاً في القضية ولو كان فيها لشاهدتهم ليالي الصيف الساخنة تزداد وهجاً ولهباً ولردحوا في القضية حتى تشعر بأنها الحدث الأهم في الكون، وربما أنهم يقتحمون منازلنا ليخبرونا بالقضية وأطرافها وأقوالهم والتفاصيل الدقيقة وغير الدقيقة حتى أن الواحد منا حين يسير لوحده أو لقضاء شأن من شئون الحياة قد يشاهد بعين سليمان وبالعين الأخرى الهلال ولا يشاهد غيرهما أحدا. الهاء الرابعة واُعـرِضُ عـن مـطـاعِــم قـد أراهــــا فـأتـركـهـا وفـي بـطـنـي انـطــــواء فـلا وأبـيـكَ مـافـي الـعَــيْـشِ خـيـــر ولا الـدنـيـا إذا ذهـب الـحــيـــــــاء