" فنيكين وعنفقة "
حتى لايطول عليك اللبس عزيزي القارئ فإن " العنفقة " هي مجموعة الشعر التي تقع أسفل الشفة السفلى وفوق الذقن في حين أن " الفنيكين " هي الأجزاء البسيطة منها الواقعة على طرفيها، والغرض من طرحها ستعرفونه حين تنتهون من القراءة، وستعرفون لماذا " ميسي " يعرفه الناس رغم أنه لم يربي " عنفقة " ولم يطل شعر " الفنيكين " أو يقصرهما، وهي عملية بسيطة جدا وغير معقدة، ف " ميسي " مثلا لاعب كرة قدم يمارس هذه المهارة ويخرجها للناس ويحرص على تطويرها والاهتمام بها ويجعل كل تركيزه بها سواء في فترات التمارين أو في المباريات الرسمية.. حتى أصبح نجما يشار إليه في كل أصقاع المعمورة، وقد أحبوه لأنه " يمارس " كرة القدم ويبرع فيها، فهو يقدم نفسه أنه " لاعب كرة قدم فقط " وحين تدقق النظر فيه تجده لم يغيّر في هيئته ولم يتّبع الموضة ويركض خلف صرخاتها، فهو على طبيعته في اللبس وفي هيئته الخارجية وفي مشيته وركضه وفي تمريره للكرة وفي تسديدها بل وحتى في طريقة تعبيره عن فرحته، فلم نشاهده يتمايل ذات اليمين وذات الشمال أو يقصّ شعره بطرق غريبة، ولم يمارس هوايته في " التسحيب " بازدراء للمنافسين، ولم يحتفل بطريقة مستفزة هكذا هو " أفضل لاعب في كرة القدم في العالم حاليا، ومن الأفضل إن لم يكن الأفضل على الإطلاق " ومن هم أقل منه موهبة وشهرة يبحثون عن أشياء أخرى يمارسونها لتلفت انتباه الناس، لأن موهبتهم أو ثقتهم في أنفسهم لا تكفي لذلك، فعلى الصعيد المحلي مثلا تجد الكثير من اللاعبين يتمسكون بالقشور ويتركون اللب، فاللاعب حين ينزل للملعب عليه أن يهتم بأداء المهمة المناطة به، فالناس تريد مشاهدته لأنه " لاعب كرة قدم " ولم يحضروا أو يتسمروا ويسمروا أمام الشاشات لمشاهدة " عنفقة اللاعب فلان ولا زلف اللاعب علاّن ولا قصة شعر رابع، ولاربطة يد خامس، أمّا الثالث فيظنّ في نفسه ظن السوء فيضع كمية من " الجلّ الخام " يأتي بريقها من آخر الأصقاع حتى تختلط عليك الأمور فتحسب أن هذا الرأس ما هو إلا " حفرة زيت " في محل بنشر عتيق لتغيير الزيوت، وحين يدرك اللاعب أنه لن يصل لقلوب الناس ومحبتهم إلا من خلال ما يقدم وليس ما يظهر به من لباس وموضة، فإنه قد سلك الطريق المستقيم.. وغير ذلك هراء يتبعه هراء لا يضاهيه إلا هراء البحث عن فرق بين " العنفقة والفنيكين " الهاء الرابعة أنا لو أطوي ظروفي في سكاتي طوي استقبل الشمس لو تشرق من أي اتجاه كم مرّني في حياتي شاطر وفهلوي يبي عشاي ولقاني جالس آكل عشاه