حقيقة احتراف أسامة
تربطني بالنجم الخلوق أسامة هوساوي علاقة أخوية، وكنا خلالها نتبادل الأحاديث الودية من فترة لأخرى وفي المناسبات العامة، وقد شرفني باتصال تهنئة في يوم عيد سابق قبل أشهر ومن عبارات المباركة التقليدية والمشاعر الأخوية سحبنا الحوار للحديث حول مستقبله مع الهلال، وقد أخبرني أنه لم يتحدث مع أحد من خارج النادي عن هذا الأمر حتى والده -حفظه الله له وأسعدهما ببعض-؛ وأنه لولا ما يكنه لأخيكم لما تحدث أبداً، وقد استخدمت كل قدراتي لاستدراج رجل كتوم للحديث عن أمر سرّي غير صالح للنشر ولخصّ الأمر في جملتين أولاهما أنه "يحلم" بالاحتراف الأوروبي منذ أن بدأت موهبته في النضوج، وأنه على استعداد للتنازل عن أشياء كثيرة مادية وغير مادية في سبيل تحقيق حلم حياته.. وثانيتهما أنه ومنذ أن تعرف على أجواء الهلال لا يرى نفسه محلياً إلا في هذا النادي وليس له رغبة باللعب في أيّ فريق آخر محلي، ثم صمت قليلاً وكأنه ندم على هذا البوح وقبل أن أسأله ماذا بك؟ طلب مني ألاّ يظهر هذا الأمر حتى في أحاديثي الودية. مرت الأيام وبدأت الأحاديث والأخبار تأتي من حيث لم تزود عن انتقال حتمي لأحد قطبي الغربية، معللين ذلك بأنه لم يستطع العيش في الرياض وأحياناً لعدم تأقلم أهل بيته في العاصمة، ومع أن أسامة ظهر في مؤتمر صحفي وأعلن عن وجهته محلياً وخارجياً، إلا أن الشائعات ازدادت حتى تحوّلت من شائعات مجالس إلى أخبار من مصادر رسمية فتبنت قنوات وصحف وبرامج هذه الأخبار الملفقة ونقلوا اللاعب دون أن يدري، بل إنني كنت أتلقى اتصالات من أطراف رسمية وأخرى إعلامية هذا عدا اتصالات الجماهير وكانوا جميعاً يؤكدون لي انتقاله مرة للأهلي وأخرى للاتحاد والغريب أن بعضهم أقسم بالله أنه شاهده يخرج من منزل عضو شرف كبير في جدّة ولم أعقب، رغم أنني أعرف أن هذا الكلام غير صحيح وقد كنت أحترق من داخلي لأنني أعلم الحقيقة ولا أستطيع البوح بها، والمتصلون كل يستعرض عضلاته بصحة أخباره وقوة مصادره، بل والغريب أنهم حبكوا قصصاً عجيبة وغريبة أثرت على أسامة وعلى جماهير الهلال التي انساقت بعضها خلف هذه الشائعات وصدقتها فتغيرت نظرتها نحو اللاعب رغم أنه من أكثر اللاعبين إخلاصاً وولاء وتضحية وها هو اليوم الذي أستطيع فيه إخراج الأمانة من قلبي، قد أتى بعد أن وقّع "أبو سلطان" عقداً احترافيّاً مع فريق اندرلخت البلجيكي ليرد على كل المشككين، ولكن بعد أن نجحت بعض مخططاتهم بالتأثير على علاقته مع جماهير ناديه التي أحبها بكل جوارحه. الهاء الرابعة يا جماعة كيف ما فيكم حميّا كيف صياح الضحى ما تسمعونه المراجل ما تهيّا هالسويّا كود من عض النواجذ في سنونه