" فراسة الليث "
في رأيي فوز الشباب ببطولة الدوري بجدارة واستحقاق لايعني مطلقا التقليل من جهود الأهلي وقدرته التي أثمرت عن ولادة فريق بطل قادر على تحقيق البطولات والمنافسة عليها، فليس من اليسر أن ينجح فريق في المحافظة على حظوظه قائمة طوال ستة وعشرين أسبوعا وعلى مدى أشهر طويلة ولم يخسر سوى بالتعادل في المحطة الأخير وأمام الفريق " الأول " بلا منازع. هذا الموسم هو أكثر المواسم التي يستحق فيها الشباب لقب " الليث " نظير المنهج الفني الذي اعتمد عليه جهازه الفني بمعاونة ومباركة من إدارته المحترفة الناجحة، فالليث في الغابة لا يهجم على فريسته إلا حين يكون جائعا، ولا يرتب للهجوم أو يخطط له بل إنه فطريا يعرف كيف يصطاد ولا يعنيه شكل الطريقة وجمالها.. هكذا كان الشباب ليثا أرعب الخصوم وأسقط الفرائس الواحدة تلو الأخرى بأقل مجهود وبأقصر الطرق، ويكفي أنه حقق رقما قياسيا لم يسبقه عليه سوى الاتفاق قبل أكثر من عشرين عاما والهلال قبل عام من الآن بالفوز بلقب الدوري رغم طول النسختين الأخيرتين بدون خسارة وبنفس الرقم من النقاط. هذا الفريق المتجدد لم تأت له البطولة على طبق من ذهب، ولم يجد الطريق مفروشا بالورود، ولم يكن المنجز الكبير إلا لأنه دفع مهره غاليا، ففي مثل هذه الأيام تحديدا كان رجال الليث برئاسة خالد البلطان قد أعدّوا العدة جيّدا للتجهيز للموسم الجديد وتجاوز عثرة ذلك الموسم، وكانت البداية بالتعاقد مع مدرب عالمي بعد محاولات ومفاوضات شاقة بدأت قبل أكثر من عامين، ثم تم اختيار رباعي أجنبي لم يرق أحدهم للمدرب فكان البديل في فترة الانتقالات الشتوية على مستوى الطموح وفق طريقة تجاوز الخطأ بطريقة الخبرة الاحترافية، ثم أعقب ذلك معسكر طويل ونموذجي، تم المتابعة والإشراف عليه من صانع القرار ومن باقي الأعضاء المؤثرين. وحين انطلق سباق الدوري استمر في المقدمة متراوحا بين المراكز الأول حتى استقر في الأول وتثبت به كما يتثبت الغريق بقشة، ولكنها لم تكن قشة ضعيفة بل نورا ساطعا أضاء الرجاء لهم ودلّهم على منصة الذهب بل وأعمى عيون بعض المنافسين قبل قلوبهم. الهاء الرابعة الدمع ما هو صعب لكن ما هو سهل يعيش وسط الصدور بشكل لامنهجي أحيان ودّك تردّه لا يهل ويهل وأحيان ودّك صحيح إنه يجي ما يجي