(فين الشيشة؟)
ما يحدث في داخل الملعب هو نتيجة طبيعية لما يتم عمله خارج الملعب ـ بأمانة ما يذكركم بإذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في إيطاليا فلا بد أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل ـ عموما ما ذكر أولاً يشير إلى أن الفريق الكروي منظومة عمل جماعية تبدأ من الإدارة وتنتهي إليها وما بينهما لاعبين وأجهزة فنية وطبية وجماهير وإعلام ومؤثرات خارجية، وحتى يستقيم العمل في المعشب الأخضر لا بد أن تبدأ الاستقامة من الجميع، ولنضرب مثالا بفريق النصر الذي ذهب لمعسكر خارجي كانت الأخبار القادمة من الدوحة تشير إلى نجاحه فالفريق مكتمل الصفوف ولاعبوه غير مرهقين بتعدد المشاركات بل وكان الجهاز الإداري برئاسة عالية وقد اصطحبوا معهم متخصصاً في شئون القدرات والعوامل النفسية، فخاض الفريق عدّة تجارب فنية كسبها جميعا وبعضها بمعدل تهديفي مرتفع ولكن بعد العودة وخوض المعترك الرسمي عاد الإحباط للعشاق "الصفر"، فالنتائج مخيبة للآمال، فخلال ثلاث مباريات متتالية خسرها الفريق كلها وجميعها أقيمت في الرياض وكنت قد ناقشت صديقاً حول أن الفريق في معسكره لعب ثلاث مباريات في ثلاثة أيام متتالية، ورغم أنني لست مدربا ولا خبيرا في علم اللياقة البدنية إلا أنني أبديت استغرابي حول منهجية ماتورانا وكيف سمحت له الإدارة المشرفة في تنفيذ مخططه وفي غمرة البحث عن أسباب هذا الضعف الواضح فجر اللاعب البحريني الدولي حمود سلطان قنبلة مدوية حين أكد في لقاء مشاهد أنه شاهد بعينيه بعضاً من لاعبي النصر يدخنون "الشيشة" وذلك في أول يوم من بدء المعسكر، وهذا الخبر يقودنا للاستنتاج بأن هناك تسيباً واضحاً وعدم انضباطية، فلو كان هذا الحدث فردياً فلا ضير فيه باعتبار أن إدارات الأندية لا يمكن أن تمنع لاعبيها عن التصرفات الفردية في حياتهم الخاصة، وكثير من اللاعبين يمارسون هذه العادة المضرّة ولكن أن يكون في معسكر خارجي وعادة ما يكون أهم أهداف إقامة المعسكرات "ضبط" اللاعبين سواء بعاداتهم السلوكية أو الغذائية وحتى الفنية التكتيكية والنفسية كتعليمهم القدرة على ضبط النفس والانتظام في قانون واحد يطبق على الجميع دون استثناء، ولكن وباختصار كيف يفوز فريق قائده غير منضبط، وهو لم يمر عليه في الفريق إلا أياماً قليلة، والمنضبطون في قائمة الاحتياط، وبعض اللاعبين "يشيشون" في معسكر يبدو عليه التسيّب والانفلات؟. الهاء الرابعة الحياة دروس والدنيا كتب ورحلة بن آدم رفوف المكتبة كل حرف من دروسه له سبب وكل درس في حياته تجربة