هاءات ثلاث ـ (أنا الطائر المحكي والآخر الصدى)
جميل جدا أن ينظر المنافسون على أنك الأصل وهم الفروع ومبهج جدا حين يعترفون لك بالأفضلية وهم كارهون والأجمل من هذا أن يقروا رغماً عنهم بأنك عاقل وهم جاهلون بل والأفضل من كل هذا أنهم جعلوني "الطائر المحكي وهم الصدى" حين استحضروا صديقي وصديق صديقي أبي الطيب المتنبي وقد اكتفيت بإحضاره من قبلهم ورفضت أن يستشهدوا بروائعه حتى " لا يحوسون أم القريحة " فطلبت من صاحب الصوت العذب وهو " سميّي " واسم والده فيه الرحمة والعذاب بأن يشدو وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والآخر الصدى فهم وبمجرد أن نزلت إلى حيث يقطنون منذ عشرات السنين حتى استوطنوا البقاع واستوطنتهم فأصبحوا جزءا منها وهي جزء منهم وكان مروري عندهم لفترة بسيطة وعلى طريقة "مرور كرام تجمعه الكرامة عند الأكرامي " وحين خرجت مسرعاً حيث لم يطب لي المقام ولم تتحمل أعصابي المكوث معهم خرجوا بعدي زرافات ووحدانا وقد "سرقوا" ثوب الفضيلة بعد أن ساعدهم " اللص الكبير" محتفلين بالزيارة المفاجئة ومعتبرينها وساماً يوضع على رؤوسهم أو على صدورهم سيان فهم لا يفرقون بين الحق والباطل ولا الخير والشر فكيف لهم أن يعرفوا أن يوضع الوسام حتى أن " عميد الكذابين " ومن أطلق عليه المسمى هم رفاقه ولست أنا أخذ يزبد ويرعد وتقمص دور الواعظ - يارباه لقد أصبحت القيم بضاعة في أيدي من لا يعرفونها – بل وإن هناك مذيعاً لم يترك للبذاءة حتى على نفسه باباً إلا ودلف إليه حاول وضع الملح على الجرح يظنه " طنجرة حمراء " وبرنامج فضائي عرف عنه عرّاب الإسفاف فهم لم يتورعوا يوماً في إصدار تقارير تتهم الآخرين في ذممهم بالمال والسيارات الفارهة حاولوا كما حاول الصغار قبلهم لكن هيهات أن تنال حجرة صغيرة من جبل أشم حتى وإن نزل الجبل برهة عن مكانه المرتفع وهبط حيث مساكن خفافيش الظلام. الهاء الرابعة ونحن أناس لا توسط بيننـا لنا الصدر دون العـالمين أو القبرُ تهون علينا في المعـالي نفوسنا ومن خطب الحسناء لم يغلها المـهرُ أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكـرم من فوق التراب ولا فخـرُ