هاءات ثلاث ـ عزيز نموذج
تحتم أساسيات الإدارة الحديثة لكرة القدم وعلى غرار ما يحدث في الفرق العالمية أن يكون المدير الفني هو صاحب الصلاحيات المطلقة في التعامل مع اللاعبين بحيث يفرض عليهم الواجبات التي يريد تطبيقها على كافة الأصعدة بما في ذلك "العقوبات" التي تصل لحد الطرد والإبعاد من النادي، وقد ظهرت بوادر هذه المنهجية الفكرية الاحترافية في الكرة المحلية مع "جيرتس الهلال" وسارت إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد على نفس النهج حتى الآن وكذلك فعلت إدارة الشباب برئاسة خالد البلطان حين وضعت الأمور في يد "الداهية برودوم" وهو منهج يؤتي ثماره سريعاً ومستقبلا وكله خير لأنه يزيل الصراعات الإدارية "المتعشعشة" في عقول البعض منا بمحاربة الآخرين له أو للاعبين مفضلين أو لأسباب أخرى ثم إن فيه إقرارا لمبدأ العدل والمساواة، فاللاعب المنضبط والمحافظ على موهبته والجاد في تمارينه وتطوير ذاته هو من يستحق اللعب والمشاركة في وقت كانت فيه خانات اللعب محجوزة للاعبين معينين ولمن "يحظون بواسطة"، أما قضية التغاضي والصفح فهي من أسباب تأخر الأندية وهبوط مستوياتها، نطرح أمامكم مشوار اللاعب خالد عزيز نموذجاً حياً، فهو ورغم كونه لاعباً ممتازا، بل ويصنف بأنه من خيرة لاعبي محور الارتكاز في تاريخ الكرة السعودية إلا أنه غير منضبط إطلاقاً فلم يقدر حجم موهبته وقاده تفكيره إلى الغياب بلا أسباب حقيقة ولم يستطع مقاومة الفكر الجديد الفارض للانضباط والمانع لأي تدخلات خارجية من نوعية "حب خشوم والولد يوعدكم بينضبط وهلم جرا " فانتقل للشباب مطلع الموسم ورغم كون العقد المكتوب بينهم صارم جدا ودقيق في كل تفاصيله وهو باختصار شعبي " احضر واجتهد تأخذ فلوس وإن غبت الباب يفوت حاشي"، وما هي إلا أشهر قليلة لم يشارك فيها عزيز بصفة رسمية على ما أعلم ولأن نفس المنهجية الفكرية الاحترافية موجودة في الشباب كما في الهلال لم يستطع المقاومة فغادر بيت الليوث غير مأسوف عليه ليحتضنه النصر ويستقبله استقبال الأبطال الفاتحين، ومع أنه مارس الغياب بحجج متفاوتة إلا أن الإدارة النصراوية بررت له ذلك ووسمته باللاعب "المنضبط" التي حتى اللاعب نفسه يرفضها، بل وأكرمته بشارة القيادة التي لا يستلمها عادة إلا من يكون "قدوة" لبقية الرفاق وعلى حساب اللاعب الواعد والأبرز في صفوف النصر "إبراهيم غالب". بعد ذلك لا تستغربوا لم الهلال والشباب ينافسان على البطولات ويصعدان للمنصات، ففي النموذج الناجح فكر ومال، وفي النموذج المخفق "أزمة فكر". الهاء الرابعة يقولون العمر صدر وصواديف الزمان رماح وأنا مافيه ضلع إلا وباين فيه مارية تعلمت انتحل شخصية المبسوط والمرتاح مع إني فاقد الثنتين لا هذي ولا ذية