( كفاية جلد ذات )
نحن أمة تعشق جلد الذات عشقا جمّا بسبب أو بدون سبب حتى تموت حواسنا عن الشعور بإيجابياتنا وتتوجه بكل مراكزها العصبية نحو السلبيات فنتصوّر على أننا مجتمع سلبي لا لون له ولا طعم ولا رائحة بعد أن جعلنا العالم الغربي صورة مائلة أمامنا نستعرضه في كل حين ونجلد مجتمعنا بسببه ولا نستخدم معه ذات المعايير في الحكم فحين تبادر جهة رياضية أو فريق كرة قدم أو لاعبين هناك بأعمال خيرية لصالح محتاجين أو منكوبين نجد هنا معلقات مدح وثناء عليهم ونتمنى أن تقتدي رياضتنا بهم بل ونتحسر على أننا « بلداء إحساس « عندما لا نفعل مثلهم ولكن حين تبادر جهات محلية رياضية بنفس الفعل وتعزو التوفيق الذي يحالفها لبركة هذه الأعمال فإننا « ندفن « رؤوسنا في التراب كما تفعل النعامة حتى لا نرى وإن كانت هي تبحث عن « عصب الحياة « ولو كان مدفونا بل إن بعضنا ممن أعماه التعصب وغطت على عيونه غشاوة الألوان يصنف ذلك من الرياء أو التزمت مع العلم أن هذه الأفعال مربوطة بالنوايا والنوايا مقرها القلوب ولا يعلم عما تكن هو خالقها حتى أن البعض استبعد وجود رابط بين الأعمال الخيرية وتحقيق الانتصارات والبطولات وكأني بذاك جاهل بجهل مركب لأنه نفس الرابط بين « الصدقة وشفاء المريض «
عموما إن من أهم الروابط الثقافية الإسلامية « التكافل الاجتماعي « وهو يبدأ من إعانة المقتدر للمحتاج سواء كانت الإعانة مادية أو عينية أو معنوية فالكلمة الطيبة صدقة وهي تفعل كما تفعل قطرات المطر النقي على الأرض العطشى وما علينا جميعا من ضرر حين نساهم في الأعمال الخيرية حتى ولو بالصمت فالصمت في حرم الخير خير آخر
الهاء الرابعة
وَلا خَيَّر فِي الدُنْيَا إذا لَمْ تَكُنْ بِهَا
تَقِيٌّ سَلِيمُ القَلْبِ للهِ تَعْمَلُ
وَمَنْ لا يَخَافُ اللهَ فِي الجَهْرِ والخَفَا
فَقَدْ خَسِرَ الدَارَينِ والله يُمْهِلُ
فَأَكْثِرْ أَخِي دَوْمَاً مِنْ الخَيِــرِ إِنَهُ
هُوَ النُّورُ فِي القَبْرِ لِمَنْ مَاتَ يَحْصُل