النايفات
من أصعب الأمور على أيّ فريق يمارس لاعبوه المتعة في المعشبات الخضراء أن تكون البطولة من المسلمات، والمركز الثاني انتكاسة ما بعدها انتكاسة؛ هكذا الهلال عفواً الهلاليون أقصد «الزعماء»، وهذا المسمى ليس لقباً يزول مع الأيام لكنه «طبع».. وقد قالت كل شعوب الكون: «إن الجبال تزول ولا تزول الطباع». وهكذا هم الزعماء الزرق تزول عندهم كل الأسماء إدارية وفنية وعناصرية، ولكن تبقى في «كريات الدم» البيضاء والزرقاء حتى وإن اعترض أهل الطب ميزة سرية تسمى «روح البطولة»، وهي خاصية تزرع في الفنان الأزرق، ولكن أقول: اللاعب فإن كان من احتكر كأس ولي العهد لخمس سنوات متتالية دون خسارة لاعبين فماذا نسمي البقية الذين قضوا أعمارهم «يتفرجون»؟.
مساء البارحة وها هي الهاءات تعاتبني وتقول إنه «مساء نايف» وبحضور كأس «النايفات» حضر الهلال وإن غابت بعض جماهيره فأدمى شباك السبيعي بلدغتين، الأولى: تجلت فيها روح «بنات الريح» وكان الثمن هدفاً وهبوطاً اضطرارياً «للكونكورد الزرقاء»، وما هي إلا دقائق معدودة ويحضر «الجامح سلطان» ليحرق العشب طرباً ويجندل الخاصرة اليسرى الاتفاقية ثم يقف ويقرر ويرسل «مسجاً» للعابد عنوانه: «أنت وضميرك»، فما كذب الأخير الخبر وسددها بقلبه قبل قدمه لينزف الجرح الأحمر والأخضر، ولم تشفع لدغة الموسيقار الشرقي لتقلص الفارق ولم تقلص الذهب فقد ذهب لأهله.
في الهلال قواعد كرة القدم ملغية فهو حالة أخرى لا تتكرر، ولكم الدليل القاطع فقاعدة الاستقرار الفني التي تعتبر شرطاً من شروط التفوق في عالم المستديرة مع الآخرين تختفي وتتلاشى معه، فمسابقة تحتوي أربع مباريات فقط تناوب عليها ثلاثة مدربين، فمع الشعلة كان «توماس دول» ثم حضر «سامي بونان» في مناسبتين صفراء عنون لها بديربي وكلاسيكو ثم كانت خاتمة المسك مع «هاسيك».
بعد هذا اكتشفت أن قمة الحياد هو التغني بالهلال، عفواً قصدي التغني بالزعيم.
الهاء الرابعة
أتته «البطولة» منقادة
إليه تجرجر أذيالها
فما كانت تصلح إلا له
وما كان يصلح إلا لها