يد قوية وقدم هشة
من يعرف رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد عن قرب يدرك أنه أمام « شعلة نشاط « لا تهدأ، يسعى للنجاح ولا يعترف بالفشل ولا يوجد في قاموسه مثل هذه المفردة، وقد تابعته في مباراة نصف النهائي من أمم آسيا على كأس خادم الحرمين الشريفين ـ للمعلومة لم يجد اتحاد اليد رعاة للبطولة من الشركات والمؤسسات والبنوك السعودية رغم أن البطولة أقيمت في جدة وبمسمى غال علينا جميعاً فاضطر رئيس الاتحاد لتكملة الميزانية الضعيفة من ماله الخاص كما وردني من مصادر موثوقة جدا ـ خلال تلك المباراة كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من التأهل للنهائي أولاً والتأهل لنهائيات كأس العالم بأسبانيا ثانياً بعد أن وصل الفارق بينه وبين المنتخب الكوري الجنوبي لستة أهداف وبسبب الرعونة والاستعجال ونقص الخبرة عاد المنافس للمباراة مرة أخرى ولم ينهار فتقدم علينا وأنهى اللقاء فائزاً بفارق هدف ومع صفارة النهاية والملعب يغط في حزن عميق سيطر على اللاعبين والمدرجات فوقف عبد الرحمن الحلافي وأظهر شجاعة كبيرة لرأب صدع قد ينهار معه طموح اللاعبين الذين تنتظرهم بعد يوم واحد فقط مباراة أخرى قد تكون بوابة العبور للعالمية فصفق بحرارة وصفقت معه الجماهير ورفع اللاعبون رؤوسهم بما يؤشر بتجدد الأمل، وحين جاءت الفرصة الأخيرة نجح أصحاب الأيدي الحديدية عزيمة وإصرارا في تعطيل «الكمبيوتر الياباني» والفوز عليه بفارق خمسة أهداف رغم أنه من أقوى المنتخبات الآسيوية، إن لم يكن أقواها، لكنها عزيمة الرجال حين يضعون لهم هدفاً يعدون له العدة الكاملة وحين تأتي المواجهات تتحول العزيمة لوقود ناري يحرق كل ما أمامه في سبيل الوصول لهدفه المنشود.
إن ما قام به منتخب اليد ليعد درساً مؤثراً نتمنى أن يستفيد منه ويتأثر به رجال منتخب كرة القدم، فالمباراة المصيرية أمام أستراليا نحتاج فيها إلى «الروح والعزيمة» خصوصاً وأن بقية أدوات النصر موجودة لدينا فما بين قوة اليد وضعف القدم إلا « روح « تشتد في الأعلى وتقل في الأسفل.
الهاء الرابعة
من لا يكف الناس شرّه وبلواه
بتصيبة الصكات في عقر داره
ومن لا يحسب قبل ممشاه ماطاه
يبطي ورجله كاسيتها الجبارة
ومن لا يحس ويعتبر كل ماجاه
راحت حياته كل ابوها خسارة