( مسامح يا بو سبعان )
كنت قد انتقدت اللاعب محمد أبو سبعان بعد « الحركة غير اللائقة « التي صدرت منه بعد احتفالية هدف أصفر نظرا لأن التساهل بمثل هذه الحركات يقود للأسوأ دائما وهذا ما لا نريده للاعب شاب موهوب نتأمل أن نشاهده في يوم من الأيام ركيزة مهمة من ركائز الكرة السعودية وقد صدق حدسنا حين قام اللاعب بـ « دهس « ظهر زميل له في المنتخب السعودي دون ذنب اقترفه سوى أنه مرر الكرة بمهارة عاليه بين قدميه فكان الدهس مع سبق الإصرار والترصد وبمحاولة إيذاء واضحة
هذا الفعل وما حدث دون زيادة أو نقصان ولكن ردة الفعل من كل الأطراف كانت « مثالية « مشجعة فالعابد لم يحاول أن ينتقم لنفسه والتزم الصمت هو وبقية الرفاق رغم أن الحكم لم يشهر البطاقة الحمراء وإدارة الهلال لم تحاول أن تثير الأمور وتصطاد في المياه الآسنة كما فعلت إدارة الاتحاد بعد بيانها بخصوص « الأهازيج « وأبو سبعان نفسه اعتذر من زميله في الملعب أولا ومن ثم اعتذر من الهلاليين قاطبة عبر وسائل الإعلام بعد أن هدأت ثورة الغضب وعاد العقل لرشده وفي ذلك مؤشر طيب فالبذرة الحسنة قد تخطئ لكنها تعود لأصلها ومنشأها فتشعر بفداحة الخطأ وتمتلك شجاعة الاعتذار والعودة لجادة الصواب وهذا ما كان من « أبو سبعان « دون زيادة أو نقصان والإدارة الاتحادية وقفت موقفا شجاعا فلم تحاول أن تبرر للاعب كما تفعل بعض الإدارات الأخرى فيكون التمادي المتكرر بل إنها – أي إدارة اللواء ابن داخل – أصدرت بيانا استنكرت فيه ما قام به اللاعب وقررت إيقاع العقوبة الملائمة والمتوافقة مع لوائح النادي الداخلية والأجمل من ذلك هو موقف الجماهير الاتحادية المتعقلة فهي قد بادرت قبل إدارة ناديها بمعاقبة اللاعب وتحذيره من الوقوع في مثل ذلك مستقبلا ومثل هذا الإجراء هو أشبه بـ « الحقنة الطبية « واخزة ومؤلمة في لحظتها لكنها شافية وطاردة ومحصنة عن المرض – بإذن الله – في قادم الأيام»
والهاءات نيابة عن الهلاليين قاطبة تعلن تقبلها بصدر رحب لاعتذار أبو سبعان وتشكره على موقفه الشجاع متمنية أن يكون اللاعب قد استوعب الدرس جيدا واستفاد منه – والله من وراء القصد –
الهاء الرابعة
فقد أخطأت في حقكم كُلُّ كلمـةٍ
وظَنٍ فأمسينا كما أننا الصُّـمُّ
فقابلتم ذاك الأذى كل حكمـةٍ
تحملتمونا والأذى المُكْثَرُ الجـمُّ
وواجَهْتُمُ جهلي بحلمِ كرامـة
فأُلْبِستُمُ من حُلِّةٍ وَشْيُها رَسْـم