2012-01-25 | 18:00 مقالات

روشتة علاج صفراء

مشاركة الخبر      

قبل أن أبدأ في كتابة الأسطر التالية كنت قد أقفلت سماعة الهاتف بعد اتصال من أخي الذي لم تلده أمي عضو الشرف النصراوي حمد المبارك وهو الاتصال الذي حرّك هواجس الهاءات للتحرك نحو دراسة وضع النصر بدقة متناهية، خرجت من قلب عاشق أضناه الوجد والغرام وهجر الحبيب، بل إنه حبٌّ من طرف واحد، فعشاق النصر الكثر ومنهم المبارك لا يبادلهم الفريق نفس المشاعر بالقدر والكمية، وإلا لما استطاع الهلال الفوز عليهم بعد ثلث ساعة تقريباً غير مبالين بالجماهير ولا مخلصين للشعار، بل ويرى أن من فاز عليهم ليس الهلال بل فريقه الأولمبي الذي قابل النصر في كأس فيصل، وانتهت بالتعادل بهدفين وقد تحصل الهلال على ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، فما كان من أحد لاعبي النصر إلا البكاء، ولاعبو الفريق الأول لم تتحرك ضمائرهم، وأولمبي الهلال يتلاعب بهم كيفما يشاء، حتى أن خالد عزيز الذي ظلم بالمشاركة وهو منقطع منذ سنة ونصف قد طلب التغيير فهو لم يتعوّد على مثل هذه الأوضاع، فقد كان يلعب مع الهلال كرة قدم حقيقية فيحصل على الانتصارات ويفرح بالإنجازات.
ويرى عضو الشرف العاشق أن الفرق بين الغريمين يكمن في الفكر، فالهلال يعتمد على مخرجات فئاته السنية بعد أن يختارهم بعناية ويصقلهم بمهارة، وحين يحضر لاعب من خارج أسوار النادي فإنه يختار من عينة «أسامة هوساوي» أفضل مدافع سعودي، بل إنه يحرص على جلب لاعبين موهوبين وصغار في السن، ومعه يصبحون نجوماً كباراً، أما النصر فالوضع متردٍ وعلى العكس تماماً فهو يحضر «رجيع الأندية» ممكن استهلكوا أو تشبعوا من كرة القدم لدرجة أن معظم لاعبي النصر لو عرضوا على قائمة الانتقال فلن تتقدم أندية المقدمة لضمهم لصفوفهم، بل إنه حتى على صعيد المحترفين الأجانب يبقى نفس الفوارق، فهم لم يستفيدوا من أخطائهم ويكررونها بطريقة مستفزة، فبعد دينلسون جاء حسام غالي، والآن يتكرر الوضع مع اللاعب البرازيلي الذي تم التعاقد معه وهو غير جاهز مع أن الفريق فقد فرصة المنافسة على الدوري، فإن لم يكن بسبب كأس ولي العهد فما هو السبب إذاً
وقد استخف المبارك من الأعذار النصراوية السابقة حين يرجعون تفوق الهلال للحكام واللجان ويصرخ بأعلى صوته لقد مللنا من هذه الإسطوانة القديمة، فحين تصنع فريقاً بطلاً لا يستطيع لا الحكام ولا اللجان الوقوف أمامك ومنع البطولات عنك.
هذه «روشتة علاج صفراء» قدمها عاشق نصراوي أضناه هيامه بمعشوقه حتى طفح به الكيل وقدمها لعلها تساعده على الشفاء من مرضه المزمن، ونحن نقدمها لكم دون زيادة أو نقصان.

الهاء الرابعة
فإن يسألوني كيف أنت فإنني
صبورٌ على ريب الزمان صعيبُ
حريصٌ على أن لا ترى بي كآبة
فيشمت عادٌ أو يساء حبيبُ