( كبيرة يا أحمد )
أعرف أحمد الفريدي عن بعد كما تعرفونه أنتم وأعرف أهالي « طيبة الطيبة « ولهم من الاسم ووصفه نفس الصفة فهي وأهلها من أطهر بقاع الأرض ومن أشدها روحانية وطمأنينة نفس بل إنني عاشرت الكثير من أقارب أحمد هناك فكنا نعتبر البيوت واحدة نتناول الغداء في منزل والعشاء في آخر لتشكل حارتنا منزلا كبيرا فيه من الألفة والمحبة ما يعجز الزمان الحالي وأهله عن تكراره أو الإتيان بمثيل له لقد كان « فهد ناصر الفريدي « أخي الذي لم تلده أمي فقد كان بيتي بيته وبيته بيتي وأهلي أهله وأهله أهلي عشنا من بعضنا منذ الطفولة المبكرة حتى دخلنا المدرسة في يوم واحد وفي نفس الطاولة كنا نجلس سويا حتى خرجنا من المرحلة الابتدائية فكنا نتنافس على المراكز الثلاثة الأولى برفقة زميل آخر واستمررنا على نفس الحال من التواصل حتى يومنا الحاضر فلم نزعل أو نغضب من بعض أبدا ولو لمرة واحدة حتى أنني ما زلت أذكر أنني « تشاجرت « مع ابن شقيقته من أجل كرة القدم أمام ناظريه فلم ينحز لطرف بل قام بدور « الرجل الرشيد « كعادته وأنهى الخلاف
هذه الذكريات ما زالت عالقة في ذهني حتى الآن ولن تذهب إلا أن أصبت بـ « خرف « وقد ساعدني فريدي الهلال في استرجاعها بعد فعلته « الكبيرة « التي أقدم عليها مع أنني كنت اعتبره وما زلت من أكثر اللاعبين حكمة وتعقلا وأنه لا يقدم على أي خطوة إلا بعد أن يفكر فيها جيدا بما في ذلك « تسحيباته « بلاعبي الفرق الأخرى حتى طاب له المقام فسحّب بالهلال والهلاليين وجعلهم في حيرة كبرى لماذا فعل ذلك؟ ولماذا أقدم على هذه الخطوة؟ وكيف عاد سريعا؟ وهل ستؤثر هذه الحادثة على علاقته بفريقه مستقبلا؟ وهل ستكون الإنذار المبكر بالرحيل خصوصا وأن كثيرا من الجماهير الهلالية تشعر بالريبة من وكيل أعماله مع أنني أرى أنه وكيل ناجح وعاقل
بقي أن أشكر أحمد على أمرين أولهما استرجاع الذكريات القديمة وثانيهما تأثيره الإيجابي على طلاب المدرسة فهم أصبحوا يجلسون عند شرب الماء اتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحري بهكذا عقلية أن تستدل الصواب وتعمله وتستفيد من الدروس وبالذات المؤلمة منها.
الهاء الرابعة
ما ودي أنبش ضيقة الخلق للناس
ولا ودي أقول الشمالي تضايق
كم لي وأنا صابر وأنا أقول لا باس
وأنا سنين سنين ما صرت رايق