(الضعفاء)
قبل سنوات خلت اختلفت مع صديقي الحميم « سهيل اليماني « حول مسمى الرواية العالمية للمؤلف « فيكتور هوجو « فهو يرى لو كانت الرواية باسم « البائسون « فيم يرى صاحبكم أن اسمها الذي هي عليه أجمل وأفخم « البؤساء « ولقد عادت فصول الاختلاف لحظة أن هممت بكتابة هذه الأحرف ولكن الخلاف هذه المرة « بيني وبين نفسي « فأنا أرى أن اسميها بنفس اسم الرواية العالمية لكن « ما هي صعبة قوية « في حين ترى نفسي أن نطلق عليها « الضعفاء « وقد غلبتني نفسي فانصعت لأمرها وأصبحت ضعيفا أمامها لأنني لست خيرا من ساحة كاملة ضمت ما ضمت من الناس الطويل والقصير والبدين والنحيف والكبير والصغير وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمان فهي بمن فيها كانت ضعيفة وهم « ضعفاء « فقد سيطر عليهم وعليها الهلال فتحكم بمصائرهم وأكل حقوقهم واستبد فيهم أيما استبداد فسيطر على اللجان وبسط نفوذه على الحكام وأحكم قبضته على الإعلام وأذعنت لهيبته جهات عليا داخلية وخارجية حتى تغلغل في بيوت المنافسين وتربع في داخلها فمنع عنهم الماء والهواء وجميع ضروريات الحياة حتى ماتوا اختناقا
فالهلال خلال تلك السنوات ومازال الأضعف إداريا وعناصريا وفنيا ومع ذلك يسلب الفوز بالقوة منهم ظلما وعدوانا وهم لا حول لهم ولا قوة إلا بأضعف الحلول ومع ذلك لا يسمح « المارد الأزرق « لأي منهم بالحديث ومن يتحدث يذهب لغياهب النسيان ولا يعود ، وهو قد سحب نجومهم من الملاعب وضمها لصفوفه، ومنع رجالاتهم من المساهمة المالية في دعم فرقهم، بل وسعى جاهدا لزرع الفتنة بتأجيج المشاكل الداخلية بينهم وهم دون شعور انقادوا له كما تنقاد الفريسة للصياد بعد القبض عليها..ومن لم يذعن له يلقى المصير المحتوم فإن كان إداريا يجبر على الرحيل وإن كان لاعبا يعتزل أو يصاب إصابة مزمنة ولا يحق لفريقه استبداله بآخر حتى لو أصبح هدافا للدوري العام في « حارتهم « وإن كان إعلاميا تكسر أقلامه وتمزق أوراقه ويعبث في مايكرفونه وتهشم كاميرته – هذا في حال فعل أو قال الصواب – أما إن دلس أو شوّه أو ضلل – فالعقاب حينها سيكون أشد مرارة على المرء من وقع الحسام « المبكسن « وما بين القوسين ليس لها علاقة بمعاجم اللغة العربية بل اخترعتها لتأتي عكس كلمة « المهند « على اعتبار أن السيف يطلق عليه مهند لأنه صنع في الهند فإن كان صنع في باكستان سيكون اسمه الكلمة المخترعة من صاحبكم – ما أحد قدي عالمي ومخترع –
هذا هو الواقع الذي حاولوا تكريسه منذ سنوات لتشويه الهلال فلهم أحد الخيارين إما الاعتراف بأنهم ظلموا الهلال وتجنوا عليه أم أنهم فعلا « جبناء « عفوا قصدي ضعفاء رضخوا للظلم الأزرق طوال هذه السنوات دون أن يخرج منهم « رجل شجاع « – يمقن خاف يلقى مصير بطل مسلسل «نهاية رجل شجاع يمقن»
الهاء الرابعة
إنَّ الشُّجَـاعَ هُـوَ الجَبَـانُ عَنِ الأَذَى
وأَرَى الجَـرِيءَ عَلَى الشُّـرُورِ جَبَـانَا