حفظك الله يا الحافظ
كنت قد طرحت مرارا وتكرارا اقتراحات عملية على الاتحاد السعودي لكرة القدم إن هو رغب في صناعة منتخب سعودي كبير وليس إعادة الأمجاد السابقة فقط، وبدلا من النظام البيروقراطي الذي تتم فيه الأمور تنظيرا تبدأ بفكرة قابلة للدراسة ثم اجتماعات متواصلة ونقاشات عقيمة تنتهي بتوصيات على ورق وتكون الخطوات الإجرائية ضعيفة من البداية ثم يستمر الضعف مع مرور الوقت حتى تتلاشى
من هذه المقترحات «تسويق» لاعبي منتخب الشباب الذين قدموا صورة زاهية في نهائيات كأس العالم لفئتهم والتي اختتمت قبل أشهر قليلة من الآن وهذه الخطوة لا تحتاج سوى لشركة تسويق أوروبية ـ على غرار ما فعل أسامة هوساوي ـ يتم التعاقد معها لتسويق اللاعبين الشبان في الدوريات الأوربية مع توفير كامل الرعاية الاجتماعية والمعيشية والعلمية وحتى الفنية وهي خطوة سريعة التطبيق وسهلة الإجراءات ومحمودة العواقب – بإذن الله – وتكاد تنعدم بها المعوقات، فالأندية لا تستطيع منعهم من الانتقال على اعتبار أنهم هواة يحق لهم الاحتراف الخارجي والضغوطات الإعلامية والجماهيرية لن تكون موجودة على اعتبار أنهم لم يشكلوا «حجر زاوية» في فرقهم وبالذات ذات القوة والنفوذ ولم ذلك لم يتحرك أحد لفعل إجرائي كفيل بصقل موهبة مجموعة كبيرة من النجوم، فبعد عامين أو ثلاثة سيكون هناك أكثر من خمسة لاعبين يشاركون في الدوريات الأوروبية العريقة ليشكلوا «نواة منتخب المستقبل»، وبقيت هذه الخطوة رهينة الحبس إلا من تحركات فردية اجتهادية ـ كعادتنا دائما في تعاطينا مع أسباب التطوّر والارتقاء، فالمواد الخام متوافرة ولكن الاستفادة منها مؤسسياً معدومة ـ ومن تلك الجهود الفردية ما قام به لاعب الاتفاق عبد الله الحافظ والذي يستعد بدعم قوي من والده وهو رياضي خبير للاحتراف في الدوري البرتغالي وهي خطوة أولية لو صاحب في التجربة تألق ملفت كما أتوقع فإنه سينتقل لدوريات النخبة وهذا الخط الذي سلكه الحافظ سير منطقي ومدروس، فغالبية اللاعبين اللاتينيين أو الأفارقة يتجهون لدوريات أقل ـ برتغالي وهولندي وفرنسي ـ ثم بعد سنوات قليلة نشاهدهم في أعرق الأندية المنحصرة في ـ إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وبدرجة أقل ألمانيا ـ والمفرح أن خطوة الحافظ ستفتح المجال أمام بقية الأقران، وقد نما إلى علمي أن لاعب الأهلي «محمد آل فتيل» وهو قلب الدفاع الآخر بجوار الحافظ في المنتخب رفض عرض ناديه ويخطط للانتقال إلى الدوري الأوروبي وهنا لا يسعني إلا أن أدعو للحافظ بالتوفيق، وكذلك آل فتيل على أمل أن نشاهد البقية ينتقلون إلى هناك.
الهاء الرابعة
سأظل أذكركم إذا جن الدُجى
أو أشرقت شمس على الأزمان
سأظل أذكركم بحجم محبتي
فمحبتي فيض من الوجدان
فلتذكروني بالدعاء فإنني
في حبكم أرجو رضا الرحمن