( مستحيل نتطوّر )
لا أحد يشكك في أن الكرة الألمانية واحدة من أعرق المدارس الكروية في العالم، وأن المنتخب الألماني يعد ثالث ثلاثة في تاريخ كرة القدم.. أتعلمون لماذا؟ لأن المنتخب الألماني أشرف على تدريبه منذ تأسيسه «عشرة مدربين فقط» يا إلهي.. منذ عام 1900م عشرة فقط، يعني منذ قرن من الزمن «القرن مئة عام» وفوق القرن عقد «العقد عشر سنوات» وفوق العقد عامان إلا أقل من شهر، وبحسبة بسيطة نستطيع أن نعرف معدل بقاء المدرب الألماني في منصبه، ونتيجتها ستكون صدمة كبيرة لنا إذ إنه يبقى أحد عشر عاما وشهران تقريبا وهو معدل مرتفع جدا، فنحن خلال فترة بقاء المدرب الألماني في قيادته لمنتخب بلاده.. يشرف على منتخبنا وأنديتنا عشرات المدربين بعضهم يبقى عاماً والبعض أشهراً قليلة، والمصيبة أننا ربما نقيل مدرباً أو نبدأ في تشكيل ضغوط لإقالة مدرب بعد مضي أيام فقط.
هذا هو واقعنا وهذه هي قناعاتنا سواء كنا مسئولين أو إعلاميين أو جماهير نظرتنا قاصرة ومعايير الحكم لدينا غير عادلة، فمع أول إخفاق تبدأ رحلة المطالبات وتتشكل الضغوط والأمور مبنية على «قدم لاعب» فصناع القرار تبدأ أخطاؤهم إما من اختيار غير صائب أو ضبابية في الأهداف المطلوبة، فيضعف ويرضخ للضغوطات، والإعلاميون لايقلون عن الجماهير.. معيار الحكم لديهم «معيار عاطفي» والحكم النهائي يصدر من الملعب الرسمي مع أن العدل يقول إن المدرب الجيد يكون بجهده في التمارين ودقته في تخطيط وتنفيذ البرامج، أما المباريات فنسبة مسئوليته تقل وتصبح على اللاعبين.
نحن أمة لن تتقدم ولن تتطوّر لأننا لانتعلم من أخطائنا، بل إننا لانقر أنها أخطاء وهنا المصيبة أعظم، ففي كل موسم بالكاد تجد فريقاً أو فريقين بقيا على مدربيهما أما البقية فقد غيروا مثنى وثلاث ورباع، فليكن هذا الموسم دليلا فالاتحاد غير مدربه واستلم مدرب آخر مؤقت وهو في طريقه لإحضار ثالث وكذلك فعل النصر والأنصار والرائد، وسيستمر تساقط الرؤوس واحد تلو الآخر، ونزعم أننا نحسن صنعا ونحن نرتكب جرائم في حق فرقنا وكرتنا، ومتى ما تخلصنا من هذه العلة جميعا سنشاهد كرة قدم متطوّرة ومنظمة كما يفعل « الفتح « لأن مدربه مستمر لخمس سنوات متواصلة وهو رقم ربما يكون قياسيا لدينا، والأصل يشير إلى أن أي مدرب يحتاج حين توفر له كل سبل العمل المريح موسماً كاملاً حتى تبدأ لمساته تظهر على المجموعة خصوصا إذا كانت منهجيته صعبة التراكيب ومزدوجة المهام.
بقي أن تتأملوا لم «مان يونايتد» يصنف على أنه واحد من أعرق الأندية في العالم وحين تعرفوا أن مدربه له «ربع قرن» لم يتغيّر
أدرك أنكم اقتنعتم معي لكن سنطالب بتغيير مدرب فريقنا المفضل مع أول خسارة.. فنحن الفاهمون وغيرنا «ممقن إيه وممقن لا»
الهاء الرابعة
طبع الحقيقة دايم تكون بشعة
ماني على فرقا المقفين نادم
وش عاد لو طاحت من العين دمعة
طاحت من عيون الأوادم أوادم